قد يجد الزوج أو الزوجة صعوبة في التعامل مع دائرة الأصدقاء المحيطة بالطرف الآخر مما قد تنجم عنه مشاكل عديدة، وتسبب لهما متاعب في حياتهما الزوجية فيما بعد، وتعد دائرة الأصدقاء الأخرى أحد أهم الأمور التي يكافح الأزواج من أجل السيطرة عليها عقب زواجهما، وكما يقول معظم الخبراء الاجتماعيين فإن الأصدقاء قد يكونون في معظم الأحيان سبباً في انهيار العلاقة الزوجية، ولا شك أن الزواج من الأمور التي لا غنى عنها لنا جميعا، لكن الحقيقة التي لا جدال فيها أنه إلى جانب الزوج أو الزوجة هناك أصدقاء مقربون نلجأ إليهم عند الضيق. فدائرة الأصدقاء المحيطة بهم يمكن أن تضع العلاقة بين الزوجين على المحك، كما يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأمور أو على الأقل تؤدي إلى شعور أحدهما بالملل، حيث يتعين عليه أن يتحمل الأشخاص الذين صادقهم النصف الآخر، والسؤال الآن هو: ما هي أفضل الطرق للاستجابة لمثل هذه المواقف؟ والحقيقة هي أنه لا يتعين على الزوجين أن يحضرا كل مناسبة معا وعندما لا يشعر أي منهما بالارتياح إزاء أصدقاء الطرف الآخر فيجب على كل منهما أن يكون صادقاً وصريحاً حيال هذا الأمر. وفي هذا الصدد يقول جورج فيزنر مستشار شئون العلاقات الزوجية بألمانيا: إنه يتعين أن يسأل كل من الزوجين نفسه ما هو سبب عدم الارتياح أو رفض التجاوب مع أصدقاء الزوج أو الزوجة، ويضيف أن هناك سيناريوهين؛ إما أن يكون أحد الزوجين لا يريد أن يقابل الطرف الآخر أصدقاءه، أو أن هناك ببساطة افتقارا للاهتمام بأصدقاء الطرف الآخر. ويفسر فيزنر أسباب الأمر الأول بأن أحد الزوجين لا يستطيع تحمل أن يكون الطرف الآخر وثيق الصلة بأشخاص آخرين لا يكونون في فئة الأصدقاء المشتركين، ويضيف أن ذلك يدعو إلى القلق، فهذا الضيق يمكن أن يخلق فرصة للسؤال عن معنى الصداقة الحقيقية بالنسبة لأحد الزوجين أو ما إذا كانت الصداقة مجرد جزء من روتين قديم يجب التخلي عنه. ومن ناحية أخرى يمكن أن يعني الأمر أن أحد الزوجين لا يرغب ببساطة في مقابلة ومعرفة أصدقاء الطرف الآخر، ويوضح فيزنر أن هذا الافتقار إلى الاهتمام بأصدقاء الطرف الآخر لا يجب تفسيره على أنه عدم اهتمام بالزوج أو الزوجة. ويقول مستشارو العلاقات الزوجية إن كثيرا من الأزواج يخضعون لفكرة خاطئة تتمثل في أنهم يجب أن يتشاركوا في كل الأنشطة، وفي الحقيقة يكون العكس هو الصحيح، ويشير داريوش بارسفيلد وهو أخصائي علاج المشكلات الزوجية وأخصائي نفسي في مجال التواصل بألمانيا إلى أن احتفاظ أحد الزوجين بأصدقاء له فقط هو مسألة تساعد على استقرار العلاقة. ويضيف فيزنر أنه في إطار العلاقة الصحية يجب على كل من الزوجين أن يحتفظ بفرديته واهتماماته وأصدقائه، وهذا بالطبع لا يستبعد السعي لإيجاد مجموعة من الأصدقاء المشتركين بين الزوجين. ومن المطلوب أيضاً حضور المناسبات العائلية حتى لو كان أحد الزوجين لا يحب أقارب الطرف الآخر، وعندما يكون هذا هو الحال فمن الأفضل تحمل الأمر وحضور المناسبة معا كمظهر للترابط بين الزوجين. غير أنه من المهم التفرقة عندما يتعلق الأمر بالأصدقاء، فالأعراف والتقاليد هنا ليست بنفس القدر من الصرامة مثلما هو الحال مع الأقارب، كما أن اتباع الحدس الشخصي أمر مقبول، فإنه في بداية العلاقة قد يشعر أحد الطرفين بالفضول تجاه أصدقاء الطرف الآخر ثم بعد ذلك يرى أنهم لا يثيرون اهتمامه. ويدعو العديد من الخبراء إلي ضرورة التحدث بصراحة عن مشاعر كل طرف تجاه أصدقاء الطرف الآخر، مع التفرقة بين الأصدقاء الذين لا يمكن التخلي عنهم ومع آخرين، فمثلاً لا تحاول الزوجة أن تضع زوجها في خيار بينها وبين أحد أصدقائه المقربين له، لأن ذلك من شأنه أن يهدد العلاقة الزوجية، بل تحاول أن تسيطر على بعض العادات السلبية التي قد يكتسبها الزوج من صديقه دون أن تصر على التفرقة بينهما، والعكس صحيح.