نتيجة لمعاناته الشخصية بوصفه واحداً ممن انضموا في مرحلة لاحقة من حياتهم لفئة الاحتياجات الخاصة، قام الباحث السعودي خالد عبد الرحمن الزهراني بعمل دراسة علمية حديثة حول إبراز مدى إدراك المعاقين في المملكة لمزايا تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ودورها في تأهيلهم للحياة، وإعانتهم على الانخراط في أنشطة المجتمع. وقد سعت الدراسة التي قدمها الباحث إلى تحديد دور مراكز تأهيل المعاقين في مجال توعية أفراد هذه الفئة بحاجاتهم إلى تكنولوجيا المعلومات والمساهمة في تحديد الأساليب والعمليات الإدارية التي يجب أن تستخدمها للمساهمة في توظيف تلك التكنولوجيا. كما كشفت أن أكثر الصعوبات المتعلقة بالإمكانات التكنولوجية والمادية في مراكز المعاقين تتمثل في عدم كفاية مختبرات الحاسوب والإنترنت الخاصة بالمعاقين في المركز، وعدم كفاية التمويل الذي يحصل عليه المركز لشراء المعدّات التكنولوجية الحديثة للمعاقين، وأن أكثر الصعوبات المتعلقة بأوضاع العاملين في المراكز كانت عدم توفر الرغبة الكافية لدى المعلِّمين لتعلّم المهارات الحديثة، وعدم كفاية الوقت لدى المعلِّم لتطوير قدراته وإمكاناته الذاتية في مجال استخدام النظم الحديثة لمساعدة المعاقين. كما أشارت النتائج إلى أن استخدام وسائل التكنولوجيا المساعدة تمنح المعاق شعوراً بالاستقلالية في العمل. وخلال الدراسة تم اكتشاف أن المعاقين في العالم العربي يحتاجون إلى كثير من الدعم والمساندة التي تعينهم على الاندماج في المجتمع والتزود بالعلم والمعرفة، وعند مقارنة هذا الوضع بالغرب فإنه قد قطع أشواطا كبيراً باتجاه دمج المعاقين في المجتمع وتسهيل سبل عيشهم. وتكوّن مجتمع الدراسة من العاملين وعددهم (338) موظّفاً في ثلاثة مراكز للإعاقة في مدينة الدمّام هي: مركز الأمير سلطان، والمركز الشامل، ومركز شموع الأمل، ومن مجتمع المعاقين المسجّلين في هذه المراكز وعددهم (644) معاقا ضمن الفئات التالية: الإعاقة البصريّة، الإعاقة السمعيّة، الإعاقة القرائيّة، الإعاقة الحركيّة، في حين تكونت عينة الدراسة من (100) موظفا، و(65) معاقاً. واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي، واستخدمت أربع أدوات: قائمة الأجهزة، واستبانة للعاملين، واستبانة للمعاقين، والمقابلات الشخصية لمدراء المراكز الثلاثة. وتبين من نتائج الدراسة أن مركز الأمير سلطان هو الذي يحتوي على أكثر عدد من البرمجيات والأجهزة الخاصة بالمعاقين. هذا وأشارت النتائج إلى أن استخدام وسائل التكنولوجيا المساعدة تمنح المعاق شعوراً بالاستقلالية في العمل. كما أن المعاقين يمتلكهم أحياناً الخوف من ارتكاب الأخطاء عند تعلّم كيفية استخدام الحاسوب والإنترنت. وتبين أن التكنولوجيا المساعدة الملحقة بحاسوب المعاق لا تساعده على استخدام الإنترنت بصورة مفيدة وفاعلة، وأن المعاقين يواجهون صعوبةً في فتح مواقع الإنترنت لأن البرمجيات لا تعينهم على فهم المعلومات. كما لفتت الدراسة إلى أن طريقة تصميم الصفحات على شبكة الإنترنت تمنع المعاق من الحصول على المعلومات المنشودة بسهولة. ومن أهم التوصيات التي أشارت إليها الدراسة أهمية إنشاء نظام إلكتروني يجمع المعلومات الخاصة بالمعاقين وضرورة تجديد وتحديث قوائم الأجهزة والبرمجيات الخاصة بالمعاقين.