اليوم يتحدد الضلع الرابع في المربع الذهبي لبطولة الأمم الأوروبية (يورو 2012م) التي تستضيفها بولندا وأوكرانيا وذلك من خلال اللقاء الذي يجمع بين المنتخبين الإنجليزي أول المجموعة الرابعة والإيطالي ثاني المجموعة الثالثة وذلك على ملعب العاصمة الاوكرانية كييف عند الساعة التاسعة وخمس واربعين دقيقة. المنتخب الانجليزي وصل الى الدور ربع النهائي متصدرا المجموعة الرابعة برصيد (7) نقاط جمعها من تعادله في مباراة الافتتاح مع نظيره الفرنسي بهدف لمثله، وفوزه على المنتخب السويدي بثلاثة اهداف مقابل هدفين بعد ان كان المنتخب السويدي متقدما بهدفين مقابل هدف حتى الدقيقة (64) التي شهدت تسجيل والكون هدف التعادل لانجلترا، وقبل نهاية الوقت الاصلي للمباراة باثنتي عشرة دقيقة تمكن داني ويلبك من تسجيل هدف الفوز للانجليز. ونفس المعاناة واجهها المنتخب الانجليزي في المباراة الثالثة والاخيرة من الدور التمهيدي امام المنتخب الاوكراني صاحب الأرض والذي لم يحتسب له حكم المباراة هدفا صحيحا مائة بالمائة رغم ان الكرة تجاوزت خط المرمى، ولم يتمكن المنتخب الانجليزي من هز الشباك الاوكرانية الا قبل نهاية اللقاء بدقيقة واحدة عن طريق نجمه المدلل واين روبن في اول مشاركة له مع المنتخب بعد انتهاء فترة ايقافه التي حرمته من المشاركة في المباراتين الاولى والثانية. ولا شك ان روي هودجسون المدير الفني للمنتخب الانجليزي سعيد بعودة روني للمشاركة وليشكل اضافة من الوزن الثقيل لخط هجومه مع اشلي يانج وداني ويلبك، بالاضافة الى جيمس ملنر واليكس شامبرلين في الاطراف. كما يضم الفريق لاعبين من الشباب على قدر كبير من الموهبة والكفاءة مثل فيل جونز وداني ويلبك وكيلي ووكر، بالاضافة الى الحارس المتمكن جو هارت، ليشكلوا مع لاعبي الخبرة فريقا شبه متكامل رغم غياب عدد من اللاعبين المميزين بسبب الاصابات التي حرمتهم من المشاركة في البطولة مثل فرانك لامبارد وجاريت باري وجاري كاهيل. ويأمل هودجسون في تحقيق ما فشل سابقوه في تحقيقه حيث لم يخظ الانجليز بشرف الفوز باللقب الاوروبي، وافضل مركز وصلا اليه هو المركز الثالث في النسخة الثالثة التي استضافت منافساتها ايطاليا عام 1968م، وكذلك في النسخة رقم (10) التي استضافتها انجلترا عام 1996م. ويزعم هود جسون ان مهمته مع المنتخب الانجليزي لا تقتصر على بطولة امم اوروبا 2012م وانما تمتد لابعد من ذلك، وقال: "وقعت عقدا لتأدية هذه المهمة على مدار السنوات المقبلة، واسعى لأن يقدم الفريق عروضا جيدة ونتائج طيبة في يورو 2012م، ولكن تركيزي سوف ينصب بالكامل في هذه البطولة. واختار هودجسون نجم الوسط ولاعب فريق ليفربول ستيفن جيراد لقيادة المنتخب الإنجليزي نظرا لما يمتلكه من خبرة وما يحظى به من حب واحترام زملائه، وهو من الركائز الأساسية التي يعول عليها المدير الفني، وفي سجله (92) مباراة دولية و(19) هدفا مع المنتخب. وفي الطرف الآخر يدخل الطليان هذا اللقاء وهم في وضع لا يختلف كثيرا عن منافسهم، حيث تأهلوا لربع النهائي باحتلالهم المركز الثاني في المجموعة الثالثة برصيد (5) نقاط خلف المنتخب الاسباني، جمعوها من فوز وحيد على المنتخب الأيرلندي بهدفين مقابل هدف، وتعادلين بهدف لمثله مع كل من أسبانيا وكرواتيا. والمتتبع للكرة الإيطالية لا بد وان يلاحظ التغيير الذي طرأ على أسلوب الأداء الذي كان يعرف بالكالتيشيو أو الكماشة وهو يعتمد على الضغط على حامل الكرة باكثر من لاعب وتضييق الخناق على الفريق المنافس بحيث لا تترك له مساحات لحرية الحركة. وهذاما اشار اليه نجم المنتخب الاسباني تشافي هيرنانديز حين قال قبل لقاء المنتخبين في المباراة الاولى، المنتخب الايطالي تخلى عن تطبيق اسلوب الكالتيشيو الذي كان يلعب به منذ سنوات، ولجأ لتغيير طريقة لعبه واصبح يتواجد بكثافة عددية في وسط الملعب ويعتمد على اللاعب الموهوب اندريا بيرلو كضابط ايقاع خلف راس الحربة ماريو بالويتلي وانطونيو كاسانو. وفي الحقيقة ان برانديللي اعاد ترتيب اوراق الفريق بعد خروجه المبكر من نهائي كأس العالم (2010) في جنوب افريقيا حيث ودع المونديال من الدور الأول دون ان يحقق اي فوز في المباريات الثلاث التي خاضها وهو حامل لقب كأس العالم في البطولة السابقة عام 2006م. الايطاليون يتطلعون لتكرار انجازهم عام 1968م حين فازوا باللقب الاوروبي في النسخة التي استضافوا منافساتها على ارضهم والتي تأهل لها الآزوري عن طريق القرعة بعد استمرار التعادل السلبي مع منتخب الاتحاد السوفياتي طوال الوقت الاصلي للمباراة وشوطيها الاضافيين. وكان نهائي يورو 1968م بين ايطاليا ويوغوسلافيا في العاصمة روما وانتهى ايضا بالتعادل السلبي لتعاد المباراة بعدها بيومين على الاستاد الاولمبي في روما وتفوز ايطاليا بهدفين دون رد، وبعد هذه النسخة تأهل المنتخب الايطالي الى نهائيات البطولة (7) مرات في (11) نسخة، وكاد يحصد اللقب للمرة الثانية في تاريخه، عندما التقى نظيره الفرنسي في نهائي يورو 2000م التي استضافتها بلجيكا وهولندا ولكنه خسر امام الديوك بهدف مقابل هدفين، كما احتل المركز الرابع في النسخة الثامنة التي استضافتها المانيا عام 1988م.