أبدع الأمريكيون في إنتاج العديد من الأفلام التي تستهوي الشباب؛ لذلك نجد غالبيتهم ينجذبون بصورة كبيرة تجاه أفلام الأكشن، ويليها أفلام الرعب والإثارة وكذلك أفلام الخيال العلمي. والشباب ينجذبون إلى الأفلام- بما فيها من قيم قد تتناقض مع قيم مجتمعنا الإسلامي المحافظ- كوسيلة ترفيه متوافرة لديهم بشكل دائم، حيث لا يوجد هناك نوادٍ بالقدر الكافي يتمكنون من خلالها من ممارسة الرياضات المختلفة، كما لا يوجد مراكز لتنمية للهوايات. وتكمن المشكلة إذا ما كان الشاب يبحث عن ذاته في مشاهدة تلك الأفلام، بدلا من أن يبحث عن ذاته من خلال إنجازاته، ويكون له أهداف كبيرة وخطط وطموحات كي يبدأ في تحقيقها. وعلى الرغم من ذلك يمكن أن يحقق جزء من ذاته بمشاهدة فيلم أكشن أو فيلم رومانسي، بشرط استثمار ذلك في إنجازات مفيدة تعود بالنفع عليه وعلى المجتمع. وفي بعض الأحيان ومع انتشار القنوات الفضائية الأجنبية التي تبث أفلاما متنوعة على مدار الأربع والعشرين ساعة نجد البعض تتحول لديهم مشاهدة التلفاز إلى نوع من الإدمان مثل المخدرات فهي تعطي الشاب شحنة قد يكون تأثيرها سلبيا. وللأسف فإن الكثير من هذه الأفلام تغرس فينا الجانب السلبي، كما أن معظم الأفلام المعروضة لها أهداف ولها أغراض قد تخفى على الشباب وبالتالي تحقق نتائج غير مرغوب فيها. وفي هذا الإطار نصح العديد من المختصين والخبراء بضرورة وجود مؤسسة تكون مهمتها دراسة هذه الأفلام دراسة جيدة من كافة النواحي، ثم بعد ذلك إجازة عرض ما يتفق منها مع القيم والتاريخ فضلاً عن وضع تصنيفات لهذه الأفلام، وتقسيمها إلى مراحل عمرية. وعلى الرغم من ذلك فإن الأفلام الأمريكية ليست بالضرورة تؤدي كلها إلى نتائج سلبية، كما أنها لا تتضمن شرا مطلقا، ولكن تكمن خطورتها في أن معظمها لا يعرض صورا أو مشاهد فقط، وإنما تعرض ثقافة غربية مختلفة عن المجتمعات العربية، فضلاً عن أنها أحيانا تسيء للإسلام، وقد يكون لها مردود عكسي، فقد يخرج شخص بعد مشاهدة هذا الفيلم ويرتكب جريمة نتيجة إحساسه بالغيرة على الدين. ومن الممكن أن يكون لها تأثيرات على المجتمع ربما تكون إيجابية، فبالرغم من احتوائها على إساءة للإسلام لكنها أحيانا تؤدي إلى زيادة تمسك المسلمين بدينهم. كما يتوقع العديد من علماء النفس أن غالبية الشباب يتجه إلى الأفلام الأمريكيةوالغربية نتيجة قلة الأفلام العربية وانخفاض مستواها، كما أن الأفلام الغربية أقل ابتذالا من الأفلام العربية، وتحتوي على أضرار أقل مما تحتويه مثيلتها العربية، وأقل ما فيها يكون جودة الإخراج وجودة التمثيل. وطالبوا أيضا أولياء الأمور بضرورة متابعة أبنائهم، وأن يبنوا فيهم القيم الإسلامية العالية والمراقبة الذاتية، مع وضع مجموعة من الخطوط الحمراء التي ينبغي ألا يتجاوزونها، وضرورة تقوى الله عز وجل.