أصدر المجلس العسكري الحاكم في مصر إعلاناً دستورياً مكملاً يحدد صلاحيات الرئيس المصري القادم الذي من المقرر إعلان اسمه بشكل رسمي الخميس القادم. وينص الإعلان المكمل على أن المجلس العسكري وحده هو المختص في كل ما يتعلق بالقوات المسلحة وليس للرئيس المنتخب أي سلطان عليها لحين وضع الدستور الجديد للبلاد، كما مكن الإعلان الدستوري المجلس العسكري من الاعتراض على بعض البنود التي قد تضعها الجمعية التأسيسية للدستور، ومنح المجلس العسكري سلطة التشريع لحين انتخاب مجلس الشعب بعد شهر من الإعلان الدستوري الجديد. وقد تسبب الإعلان الدستوري في حالة من الغضب داخل أوساط السياسيين والمفكرين والنشطاء في مصر عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حيث اعتبروا الإعلان الدستوري يجرد الرئيس من صلاحيته ويجعل المجلس العسكري هو الحاكم الفعلي للبلاد ووصفوا الإعلان بأنه انقلاب على الشرعية التي منحها الشعب للرئيس المنتخب. في البداية أكد الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المجلس العسكري حرص على الاحتفاظ لنفسه بسلطة التشريع ونزع عن الرئيس صلاحياته كقائد أعلى للقوات المسلحة حتى يبقى الحاكم الحقيقي للبلاد، واعتبر الإعلان الدستوري استمراراً لعسكرة الدولة ونكسة للثورة. ومن جانبه قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح السابق لانتخابات الرئاسة إن الإعلان غير الدستوري المكمل انقلاب عسكري ودعا السياسي مصطفى النجار المصريين إلى الوقوف صفاً واحداً ضد ذلك الإعلان ووصفه بأنه انقلاب دستوري وقال: أتمنى ألا يخذلنا الإخوان لحظات فارقة لا تحتمل الالتواء ولا التلون.. الثورة كاشفة كاشفة كاشفة، المعركة الحقيقية أمام مرسى والإخوان هي التعامل مع الإعلان الدستوري المكمل وحل البرلمان لحظة مفصلية ستحدد الانحياز للثورة من عدمه. أما المرشح الرئاسي الخاسر في الجولة الأولى حمدين صباحي فقال: الإعلان الدستوري المكمل انفراد بالقرار وهيمنة على السلطات من المجلس العسكري وأكد الناشط السياسي وائل غنيم رفضه لذلك المرسوم معتبراً أنه تكريس لشعار النظام القديم "قول اللي انت عايزه واحنا هنعمل اللي عايزينه، شعار المجلس العسكري: انتخب اللي انت عايزه واحنا برضه هنعمل اللي عايزينه". أما جمال عيد رئيس الشبكة العربية لحقوق الإنسان فقال: مثلما تم تشريع الإعلان الدستوري في دقائق تحت جنح الظلام، يمكن إسقاطه في دقائق لو الشعب أراد ولم تتواطأ النخبة، فهو ليس قرآناً ولا إنجيلاً.