مرض ارتجاع المريء مرض شائع في المملكة، وهو بكل بساطة عبارة عن ارتجاع الأحماض من المعدة الى المريء، وسببه الرئيسي ارتخاء أو ضعف صمام أسفل المريء. وهناك نوعين أساسين من هذا المرض، نوع يصاحب بالتهابات وتقرحات في الغشاء المخاطي المبطن لأسفل المريء وهذا النوع يستجيب للعلاج في أغلب الأحيان، ونوع آخر يكون غير مصاحب بالتهابات وتقرحات واضحة في أسفل المريء، وهذا هو النوع الذي يحتاج إلى علاج مكثف وبجرعات عالية من مثبطات مضخة البروتون الذى يسبب إفراز حمض الهيدروليك، وهذا النوع الثانى ينقسم إلى شقين أيضاً ، ويجب على استشارى الجهاز الهضمى أن يفرق بينهما، لأن العلاج سيكون مختلفا فى النوعين. النوع الأول يكون مصاحبا بحموضة غير عادية يتعرض لها أسفل المرئ لأكثر من 66 دقيقة يوميا ويتم تشخيص هذا النوع بقياس درجة الحموضة أسفل المرىء، وقد ثبت حديثا أن المناظير الحديثة المكبرة والتى بها خاصية الطيف الضوئى تساعد كثيرا فى تشخيص هذا النوع عن طريق تصوير الشعيرات الدموية الدقيقة الموجودة أسفل المرىء التى تتمدد وتتفرع بصورة غير طبيعية فى هؤلاء المرضى ، ويستجيب هؤلاء للعلاجات المكثفة بمثبطات مضخات البروتون. أما النوع الثانى لا يكون مصاحبا بتغيرات غير عادية فى درجة الحموضة لأسفل المرىء ولا يوجد أيضا أى تغييرات فى شبكة الشعيرات الدموية لأسفل المرىء بالمناظير المكبرة ومنظار الطيف الضوئى ، وينتج هذا النوع عن حساسية المرىء لدرجة الحموضة العادية التى توجد بأسفل المرىء فى الإنسان الطبيعى، ويعالج بمضادات الاكتئاب الحديثة التى تعالج فرط حساسية المرىء. وبذلك أسهمت المناظير العالية الجودة في تمكين الطبيب من الحصول علي قدرة عالية على التكبير مع وجود منظار الطيف الضوئى لرؤية شبكة الشعيرات الدموية بدقة المبطنة لجدار المرىء، و تشخيص الأنواع المختلفة من ارتجاع المرىء وحرقة الفؤاد ، التي كانت فى الماضى القريب صعبة التشخيص.