أكد عباس خلف مستشار رئيس معهد الدراسات الجيوسياسية الروسية أن الاجتماع الروسي الأمريكي بشأن بلورة موقف دولي تجاه القضية السورية يمثّل نوعاً من المرونة السياسية الذي أبدته واشنطن بعد أن فقدت الأمل في تغيير دراماتيكي في الموقف الروسي تجاه حليفتها دمشق. واعتبر خلف أن هذا هو ما جعل واشنطن تتحدث عن ضرورة إيجاد حل سياسي ودبلوماسي بعد أن أعلنت بعض التصريحات التي أثارت قلق موسكو ومنها القيام بضربة خارج إطار مجلس الأمن الدولي. وأضاف أن الولاياتالمتحدة تيقنت من أن الموقف الروسي سيبقى ثابتاً ومناصراً لحليفها في دمشق وهو ما تأكد بعد لقاء الاتحاد الأوروبي - الروسي في سان بطرسبرج ولقائهم بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أعطى الكثير من الإشارات بخصوص أن موسكو تسير باتجاه الشرق وليس باتجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب. وأشار خلف في تصريحاته لبرنامج "حديث الثورة" الذي بثته قناة الجزيرة القطرية أن التصريحات الصادرة عن الخارجية الروسية والتي أكدت فيها أن تغيير الرئيس بشار الأسد هو خيار الشعب السوري يؤكد على موقف روسيا الثابت والداعم لروسيا ولا يعبر عن تحول في موقفها. وخالفه في ذلك الدكتور فواز جرجس مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة لندن والذي أوضح أن هذا الاجتماع الذي تم بين الطرفين الدوليين يدل على أن هناك تطوراً نوعياً في الموقف الروسي والصيني والقيادات الدولية تجاه الموقف من النظام السوري، وأن ما يحدث خلف الكواليس هو شأن مهم جداً لأن عجلة الدبلوماسية تسارعت وتيرتها خاصة بعد المجازر الأخيرة في سوريا وهناك الآن خوف حقيقي من كل القيادات الدولية بما فيها القيادتان الصينية والروسية بأن ما يجري في سوريا يمكن أن يؤدي إلى انفجار كامل يكون له تداعيات خطيرة ليس فقط على الساحة السورية ولكن أيضاً على الساحة الإقليمية. وأوضح فواز أن كل تلك الأسباب دعت للبحث عن حل جدي وهو ما يلزمه توافق دولي وخاصة بين القيادات الأوروبية والأمريكية والصينية والروسية، وهو توافق يعتمد على عدة نقاط أولها الانتقال التدريجي للسلطة في سوريا، حيث أكدت القيادتان الروسية والصينية على ضرورة وجود قواعد ثابتة لهذا الانتقال والمحافظة على مصالحها بالدرجة الأولى وعدم ترك القيادات الأمريكية تغير النظام بالقوة، مضيفاً أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين هذا الانتقال وتنحي بشار الأسد.