لم يتوقف سعي المرأة السعودية للالتحاق بركب الرجل نحو الوظائف التقليدية والعامة، بل وصل الأمر إلى الإصرار على الحصول على رتب عسكرية تضاهي الرتب التي يحصل عليها نظراؤها من الرجال، وشغل وظائف أمنية وحساسة من خلال الالتحاق بحرس الحدود وغيرها من القطاعات الهامة. وقبل أيام أعلن الأمير متعب بن عبدالله رئيس الحرس الوطني ووزير الدولة وعضو مجلس الوزراء عن قرب تجنيد السعوديات في الحرس الوطني ما يعكس حرص القيادة في المملكة علي تهيئة الوضع المناسب للمرأة في كل المجالات. وكشفت وزارة الداخلية ، أن قرار تجنيد السعوديات في الحرس الوطني ما زال تحت الدراسة ومن المقرر أن يتم البت فيه بعد شهر ، ومع ذلك فان عمل المرأة السعودية في الوزارة ليس جديدا، إذ تعمل السيدات منذ زمن داخل الوزارة كطبيبات وفي العلاقات العامة وغيرها، إلا أن الحاجة لهن كجنديات مازال خاضعاً للبحث والدراسة . وكما يشترط التجنيد في الحرس الوطني مجموعة من الامور علي الرجال ، من المتوقع أن يتم تحديد قواعد للراغبات في الحصول علي وظيفة جندية بالحرس . يذكر أن بعض شروط قبول الرجل تشتمل علي أن يكون المتقدم سعودي الأصل والمنشأ، ويستثنى من شروط المنشأ من نشأ مع والده أثناء خدمته الحكومية بالخارج، وأن لا يقل عمره عن 17 عاماً ولا يزيد عن 30 عاماً حسب الهوية الوطنية ، وألا يقل طوله عن 168 سم للمتقدمين الفنيين وغير الفنيين، وأن يجتاز مرحلة القبول المبدئي (التأكد من الوثائق المطلوبة - المقابلة الشخصية - اختبار اللياقة البدنية - الاختبار التحريري)، وأن يجتاز مرحلة القبول النهائي (إثبات سعودية المتقدم للخدمة - إجراء الكشف الطبي - إحضار صحيفة الحالة الجنائية - تعبئة نموذج طلب الالتحاق)، وألا يكون متزوجاً من غير سعودية . وفي إطار الاحتفال بمرور 100 عام علي تأسيس حرس الحدود ، أكدت دراسات عديدة علي قدرة المرأة السعودية وفاعليتها في شغل الوظائف الامنية ، فقد أشارت دراسة تحت عنوان " دور المرأة بالمملكة في تحقيق الوظيفة الأمنية للحدود الدولية " والتي اعدتها الأستاذ المشارك بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة حصة السيف ، أن السعوديات العاملات في حرس الحدود الدولية للمملكة بلغ 95 امرأة عاملة ما بين مثبتة ومتعاونة، جميعهن يعملن في مجال الأمن والاستخبارات أو مفتشات وسجانات في مراكز ومنافذ الحدود الدولية. كما كشفت دراسة بعنوان "تطور المرأة السعودية في حرس الحدود ودورها في حماية المجتمع الحدودي" عن توافق وتناسب عدد ساعات العمل لموظفات الحرس ، حيث أكدت 93% من العينة المختارة موافقتهن على ذلك. وتطرقت الدراسة التي أعدتها الدكتورة عفاف عامر من جامعة طيبة إلي بعض المشكلات التي تعانين منها بعض الموظفات بالحرس ، حيث طالبت 69% من الموظفات بزيادة عدد الدورات التدريبية، وكشفت 64% منهن عن عدم توفر أجهزة تفتيش أثناء العمل لديهن واعتمدهن على التفتيش اليدوي، فيما طالبت 84% منهن بزيادة عدد المفتشات أثناء العمل خاصة أثناء الإجازات علما بأن 50% منهن يقمن بالمناوبات الليلية ، وجاء من بين المشاكل التي تواجهها الموظفات، أن المكان المعد للعمل يكون غير صحي وقليل التهوية وصغير المساحة وخاصة أثناء زحمة العمل وطالبت بضرورة إعادة التصميم بحيث تكون التهوية والإضاءة جيدة، وإيجاد باب جانبي للصالة لدخول وخروج المفتشات فقط، مبينة أن 19% من الموظفات يعانين من صعوبة المواصلات. وبينت الدراسة التي أجريت على 80 موظفة متوسط أعمارهن37 سنة، 83% منهن متزوجات و58% حاصلات على الشهادة الجامعية و20% حاصلات على شهادة المرحلة الثانوية، أن دخل أسرهن في المستوى المتوسط بنسبة 68% والسكن مستأجر بنسبة 48%.