أشدنا كثيرًا قبل هذا وملأنا الصحافة مدحاً وتفاخراً عما وصلت إليه الخدمات الطبية في الخطوط الجوية السعودية من مستوى راق حتى أصبحت تنافس مستشفيات الخمس نجوم بالمملكة من ناحية ما تملكه من أجهزة طبية ومرافق فسيحة صحية وصيدلية أنيقة عصرية ناهيك عن مبناها الشامخ صاحب الواجهات الشفافة الزجاجية المطل على أعشاب ذات ألوان قرمزية. إلا أن ذلك الوهج الحضاري يتضاءل أمام ما يعانيه مريض الخطوط وعائلته وذلك حين تعتذر صيدلية الخطوط السعودية عن عدم وجود دواء كتبه دكتور هذه الخدمات الطبية مما يجعل هذا المريض الذي هو في حاجة إلى من يساعده يجوب شوارع مدينة (جدة) المترامية الأطراف بحثاً عن هذا الدواء حتى يجده في أحد المستشفيات الكبرى المتعاونة مع الخطوط السعودية وتعتذر باقي الصيدليات من صرف هذا الدواء بحجة عدم وجوده على أرففها رغم وجوده ومنها بالتحديد المستشفى الألماني بجدة. إن هذه المأساة تحدث يومياً مع المريض المراجع للخدمات الطبية والذي يملك عربة نقل تستطيع أن تجوب به شوارع (جدة) الفسيحة ولكن هناك كثير من السيدات المسنات الذين لا يملكون سيارة تقلهم للبحث عن هذا الدواء مما يضطرهن إلى استئجار سيارة تجوب بهن شوارع جدة مقابل أجرة لا تقل عن (100) ريال سعودي هذا وإن وجد هذا الدواء النادر. والسؤال المحير لماذا لا توفر الخدمات الطبية هذا الدواء أو توجد شبيهه في التركيب ولماذا دكتور الخدمات الطبية لا يكون ملماً بما هو موجود أو غير موجود من الدواء في هذه الصديلية بدلاً من زج المرضى في هذه المأساة الإنسانية ذاتاً والكل يعلم بأن الخدمات الطبية محط مساندة الموسرين وأصحاب المال ومن وفقهم الله لعمل الخير إضافة إلى ما تجنيه الخدمات الطبية من قيمة الكشف الطبي المتمثل ب(30) ريالاً لمرة واحدة ولطبيب واحد من متقاعدي الخطوط السعودية.نأمل من خدمات الخطوط الجوية السعودية أن تبادر مشكورة إلى انهاء هذه المأساة التي باتت تؤرق مضجع من هم في حاجة إلى هذه المساعدة الواجبة دينياً. والله ولي المحسنين. كاتب وشاعر عضو اتحاد كتاب مصر