ظاهرة رائعة جداً نعتز بها تتمثل في إقبال الشباب السعودي وبالذات في المنطقة الغربية على الانخراط في أعمال موسم الحج في كل عام وتكريس جهودهم.. وتفانيهم في خدمات حجاج بيت الله الحرام. والجميل أن الشباب الذي يُقبل على العمل في مواسم الحج ليسوا جميعهم محتاجين للمكافأة المادية.. ولكنه الشعور برسالة البذل والعطاء لانجاح موسم الحج والتمكن من خدمة قوافل الحجاج وهي أمانة نحتاج جميعاً إلى ادائها والاهتمام بها. وهذا بلا شك يعطي دلالة كبيرة على أن الانسان السعودي قد استلهم دوره واستوعب مسؤولياته.. وأصبح يؤديها بكل حرص .. واهتمام.. وهذا التكريس من قبل شبابنا في مواسم الحج يعكس مدى الفائدة الكبيرة التي يجنيها هذا الوطن بفضل صناعة الانسان السعودي ودعمه بالعلم وتجارب العمل.. وبالقناعة بأداء ما هو مطلوب بأمانة وحماسة. وستتواصل الاجيال بإذن الله وهي تقدم حماستها لأداء أدوارها وبذل ما تفرضه عليهم واجبات المواطن الفاعل الذي يشعر بالوفاء لبلده الذي قاده إلى رحابة التعلم وسياسة العطاء الشاملة.. لقد كان شبابنا بالذات منذ زمن يشعرون بأن العمل والتفاني يسيء إلى شخصيتهم.. ويظهرهم بالاحتياج.. ويهز من تمتعهم بما يرضيهم .. لكن نضوج فكر الشباب .. وشعورهم الكبير بأهمية إثبات حضورهم لخدمة بلدهم ومجتمعهم ارتقى بقناعاتهم فأصبحوا يقبلون على العمل بروح رحبة.. وقناعة دائمة حتى يؤدوا مسؤولياتهم وواجباتهم بكل نجاح.. وقد هيأت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود كل السبل .. والامكانيات من أجل أن يرتقي الانسان السعودي إلى مستوى ما هو مطلوب منه ليكون الأنموذج المشرف الذي يعطي بكل قدراته .. وقناعاته.. ويصنع حاضراً مزدهياً .. وناجحاً.. وقد نجح الانسان السعودي على تأكيد جدارته في الكثير جداً من مواقع العمل والانجاز.. وأثبت تفوقاً مشهوداً في كل أصقاع العالم ونال احترام كل المراقبين والمتابعين.. وسجلت المملكة بهذا الحضور الكثير من العطاءات. والانجازات.. الحضارية الكبرى.. آخر المشوار قال الشاعر: وكُلُ صَبورٍ جَاهدَ النفسَ ظَافرٌ فلا تبتئسْ إنْ شابَ شهدكَ عَلقمُ