ما أروع مواكب النور وهي تمشي على هذا الثرى الطاهر ملبية .. مهللة .. مكبرة .. لبيك اللهم لبيك .. لتشرق شموس الرحمة .. وترتفع صارية الدعاء .. مبللة بدموع الرجاء. جاءوا من كل مكان .. ومن كل صقع .. ومن كل بلد .. خاشعة قلوبهم .. متطلعة أفئدتهم .. يطلبون التوبة .. ويسعون الى رضاء الرحمن الرحيم. هذه مواكب حجاج بيت الله الحرام تتأهب الى أداء نسك الحج.. ليقفوا بعد أيام قليلة على صعيد عرفات .. ينتظرون رحمة الله وهو يشملهم بالصفح والمغفرة .. (اذهبوا فقد غفرت لكم جميعاً). يا الله ما أروعه من مشهد .. وما أعظمه من يوم .. يتوج فيه العفو من رب السموات والأرض .. جباه الواقفين على صعيد عرفات .. تلهج ألسنتهم بالدعاء .. وتهفو قلوبهم الى يوم يعودون فيه كما ولدتهم امهاتهم.. يا رب .. هؤلاء عبيدك قد جاءوك .. تسبقهم الدعوات .. والرجاءات .. والتوبات .. يغسلون همومهم بالدموع .. ويكللون تطلعهم بالخشوع .. فاللهم تقبل منهم .. وأرحمنا معهم .. وأرزقنا التوبة.. والعفو .. والمغفرة. هذه المواكب .. تشهد في هذه المناسبة العظيمة البذل السخي من حكومة هذا البلد الطاهر بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين .. وكل رجالات الدولة الأوفياء. هذا الركض الحضاري الشامخ من أجل أن تكون هذه الأرض الطيبة .. وهذا البلد المقدس .. في خدمة حجاج بيت الله الحرام .. وهم يؤدون فريضة الحج فكل الخدمات طوع أيديهم .. وكل الساحات مهيئة لخدمتهم .. متوجين بالراحة والأمن والاستقرار منذ قدومهم .. وحتى مغادرتهم .. مضيئة جباههم .. حافلة بالسعد صدورهم. لقد كان دائماً .. وسيظل أبداً .. وهذا الوطن هو بيت كل العرب والمسلمين .. وسيظل هذا الوطن مشرقاً بكل الانجازات والعطاءات الحضارية بفضل دعم وتوجيه واهتمام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. يا رب يسر .. ولا تعسر .. وتم بالخير يا أرحم الراحمين .. يا رب العالمين. آخر المشوار قال الشاعر: اسمو اليك باحساسي فتثقلني أوزار عمري وتثنيني لأحزاني يا رب أنت الذي لا شيء يعجزه فامنن عليَّ بغفران ورضوان