ما أجمل جلستك , يا لخفة دمك يا لطيبة قلبك يا لرجاحة عقلك , يا زينك وأنتِ تتكلمين من قلبك , عرفتك فأحسست إنك أمٌ عزيزة محبة . عرفتك وأنتِ سيدة على دين وخلق وأدب وحشمة , أنتِ تمثلين الأجيال كلها , يسعد بقربك الصغير كما يسعد الكبير , الناس كلهم عندك طيبون , بابك لا يقفل وسفرتك لا تأفل , تطعمين الحبيب القريب والبعيد الغريب ما أروعك !! تجمعين المحبين كل يوم لا تملينهم ولا يملونكِ , أنت زينة المجلس وشامة حسنه والروح التي يستظل بها الجميع .. ما أجمل كلماتك المعسولة يا أم خالد . اسمحي لي أعرف الناس بحكاية من حكاياتك , نعم حكاية تدل على أصلك الطيب وفرعك الرائع وقلبك الكبير , سألتني خادمة عندي سمعت مني وصفك ما جعلها تتوق إلى زيارتك وقد كنا في مكة كما كنت أنت كذلك كعادتك في كل شهر صيام , فسمحت لها ونصحتها بأن تأخذ معها هدية وحملتها سلامي إليك . وجاءت إليك الخادمة ومعها الهدية عبارة عن سجادة صلاة , فسألتها أنتِ عن ثمنها , فأجابت أنها هدية ولم تخبرك بثمنها فما كان منك إلا أن طلبت منها أن تأتيك بخمسين سجادة مثلها, فارتبكت و جائتني فأعطيتها النقود فذهبت واشترت السجاجيد وعادت بها إليك فطلبت منها الانتظار ودخلت بيتك العامر بالضيوف والأحباب والأقارب واقترحت على كل واحد منهم أن يشتري سجادة بما يساوي أكثر من ضعف ثمنها وجمعت المبلغ وأعطيته لتلك الخادمة المحبة .. التي حاولت أن تشرح لك أن المبلغ كبير جداً فما كان جوابك إلا ابتسامة مع همسة حنواء بان هذا رزق ساقه الله إليك , هذه البسمة أبكت هذه الخادمة التي ذهبت واعتمرت عمرة كانت نيتها فيها أن تدعو الله لك بالرضا والقبول . اليوم بمقدار ما أسعدها ما كان منك في تلك القصة أجهشها بالبكاء وأحزنها ما كان من نبأ انتقالك إلى دار الحق فأسأل الله أن يرحمك يا أم خالد رحمة واسعة ويجعل الجنة مثواك ويكتبك في أهل عليين كما أسأله أن يجبر قلوب كل محبيك فقد كنت بسمة رائعة تنطبعين على شفاه كل من يقصدك على أية نية , واليوم تبدلت هذه البسمة غصة في الحلوق حزناً على فراقك ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا جل وعلا الذي أعطى وأخذ فله الحمد على ما أعطى وما أخذ , وإنا لله وإنا إليه راجعون .