منذ أكثر من عشر سنوات لم يكن الكثير منا يعرف اليوم الوطني إلا عن طريق الأناشيد الوطنية التي تمتلئ بها قنواتنا الرسمية أو عن طريق معلمات التاريخ حينما يفتتحن الدرس بكلمة عن المؤسس،طيب الله ثراه، تخبرهن به عن الإنجاز العظيم الذي حققه والمشقة التي تكبدها لجمع أطراف البلاد تحت بوتقة واحدة وكيان واحد وصادف هذا اليوم . ولكن هذا الوضع تبدل حينما وضعت الدولة اليوم الوطني إجازة رسمية فتنبه الشعب أنه يمثل ذكرى التأسيس وبدأ يحتفل به ويتذكر وقتها ولكن السؤال:هل ما تحتاجه الدولة هو الاحتفال ؟ وهل يحتاج الشعب من هذا اليوم أن يرقص فقط ؟! الاحتفال جميل ونحتاج أان نحتفل وننفس عن أنفسنا ولكن هذا ليس كل شيء فنحن نحتاج أن نطور إمكاناتنا وأن نعي تاريخنا جيداً وأن نكون دعامة تستند عليها الدولة وأن نكون يداً واحدة وجسداً واحداً وقلباً واحداً ينبض برغم اختلافاتنا المصطنعة باسم الوطن ولا غيره يستحق النبض . الوطن والذكرى لا تنتظر منا أن نعرقل السير , ونرفع أصوات الأغنيات , ونجوب الشوارع على أقدامنا رقصاً , وإن سألت هؤلاء المحتفلين عن تاريخ التأسيس لا تجد من يعلم عنه شيئاً , وإن سألته عن التاريخ لا يجده بين يديه . إذاً ماذا استفدنا من هذا اليوم , وماذا استفاد الجيل الجديد من فرصة معرفته كيوم؟! أتمنى لو وضعت برامج ترويحية وتثقيفية قبل ذلك استعداداً لهذا اليوم , كمقاهي تاريخية تحكي لنا جزءاً بسيطاً من التاريخ كالمقاهي الأدبية يتم بها الأخذ والعطاء بالتاريخ, وأيضاً رسم اللوحات التاريخية التي تحاكي هذا اليوم,والرسائل التي ترسل باسم الوطن,وأن نفعل هذا اليوم بما يخدم المواطن والوطن وأن لا تترك فرصة لازدحام الرياض واختناقها . ودمتم بخير ودام الوطن قبة نستظل بها وننعم بأمنها وأمانها.