طعنة خنجر قويّة تأتيك من الخلف، تخترق ظهرك، وتمزّق كلّ شرايينك، وتخرج من صدرك، طلقة ناريّة، تفتت قلبك، وتتركه حطاماً، فلا يعود لك قلب، موجة دمار شامل وهائل، تجتاحك من فوق إلى تحت، من أوّل شعر رأسك إلى آخر أصابع قدميك. يعني عيون الشّامتين تضحك مسرورة، وعيوناً أخرى مقهورة، وثالثة مكسورة، ورابعة حزينة، تدمع من وراء ستار، وترفض أن تظهر الإنكسار. تعني تساؤلات الأطفال عن الأسباب، وعن الحبيب الذي غاب، عن قطع الآثاث المنثورة، وعن أواني الزّهر المكسورة،عن ملابس امرأة أحيلت إلى التقاعد مبكّراً، عن تضاريس امرأة صارت كالأطلال المهجورة. يعني جبالاً من الأسئلة: أمّي ما معنى الطّلاق؟ هل سترحلين من هنا؟ إلى متى ستبقين عند جدّتي، هل ستأخذين سريرك؟ هل سأذهب معك؟ من سيمشّط لي ضفيرتي عندما أذهب إلى ًالمدرسة؟ عندما أكبر وأتزوّج هل ستحضرين زفافي؟ هل أرسل لك بطاقة دعوة؟ هل ستحضر إلى هنا امرأة أخرى؟ هل تختلف عنك؟ أمّي أريد أن أرى أبي، أمّي هل سنجتمع ثانية نحن وأنت وأبي؟ أمي لماذا سمحت للصوص السّعادة أن يسرقوا سعادتنا؟ لماذا سمحت لمغتصبي الكبرياء أن يغتصبوا كبرياءنا؟ تساؤلات عن شخصين لعبا بالنّار فأحرقتهما، وتراشقا بشظايا الزّجاج فأدمتهما، ثمّ تقابلا بمسدّسين، وأفرغ كلّ في الآخر كلّ رصاصاته، وعند إحصاء الضّحايا كانت أقلّ إحصائيّة تشير إلى اثنين. عن رواية بدأت فصولها بزفة، بطبل ودفّ وزغاريد، وانتهى الفصل الأخير بقتل العروسين للعروسين،أعدل هذا القضاء؟ أعدل أن تنتهي بمأساة فصول لمسرحيّة؟ من غرفة سوداء تفتح بذلّ، بعد أن غربت عنها الشّمس، وتبدأ فيها حياة أشبه بحياة القبور، قبيل العصر يغلق بابها، لكن نافذتها ما زالت مفتوحة للشّمس والهواء والمطر، لفستان العيد للأزهار، للدفء والنّار توقد لتزيل آثار برودة الأعوام،تحلم بالزّفة، بوليد جديد، من جبينه يبزغ فجر العيد، أمي أبي أعيدوا النّظر في أطراف المعادلة، قد تكتشفون حلّاً بديلاً لهذه المسألة.