يوم الأربعاء الماضي تم الأفراج عن 26 أسيراً مناضلاً من الأسرى القدامى... هذه الدفعة لم تتضمن أي أسير من الداخل 48 , رغم وجود قضية أحد الأسرى بقتل عميل, وسابقاً تم تحرير جميع من قاموا بقتل العملاء على خلفية إتفاق أوسلو .نحيي جميع الأسرى المفرج عنهم ونبارك لهم حريتهم حتى الأسرى الذين بقى لهم شهور أو سنة فهم أسرانا وأبناء شعبنا فهنيئاُ لهم بالحرية أمنين الحرية لجميع الأسرى ولكن المتابع لمجريات الأمور وبشكل خاص أسرانا عام 48 فمنذ 20 عاماً والحديث عنهم قرار وشأن إسرائيلي في واي ريفر .. كامب ديفيد ..طابا. واليوم ومن خلال الموقف الفلسطيني والشرط أن لا عودة للمفاوضات دون تحرير الأسرى وأولوية قضية الأسرى بشكل خاص القدامى والمرضى ما كان سابقاً شأناً فلسطينياً بامتياز ... اشترطت إسرائيل أن يكون هؤلاء الأسرى ضمن الدفعة الرابعة ومن خلال قرار إسرائيلي بحت عينت لجنة بخصوصه. لقد مر على إتفاق طابا بشأن الأسرى 14 عاماً ومرت صفقات التبادل وحسن النوايا وصفقة وفاء الأحرار متجاهلة أسرى الداخل تاركة القرار شأن إسرائيلي بامتياز.واليوم مع الجولة الثانية للمفاوضات لقد ذهبت أدراج الرياح المواقف...لا عودة إلا بوقف الإستيطان ... لا عودة إلا بتحرير جميع الأسرى القدامى والمرضى... هذه الموقف الذي كان عليها إجماع فلسطين تبخر .هذه العودة للمفاوضات جاءت ضمن شروط أمريكية إسرائيلية دون شروط مسبقة..تنازل الطرف الفلسطيني عن وقف الإستيطان وأبقى على قضية إطلاق سراح الأسرى القدامى. الوضع هنا اختلف حيث إشترطت إسرائيل أن يكون تحرير الأسرى القدامى 104 على أربعة مراحل وضمن الرؤى الإسرائيلية وان قضية الأسرى القدامى عام 48 والقدس تبقى شأنا إسرائيليا في المرحلة الرابعة بعد 9 أشهر وتم ذلك بموافقة فلسطينية . ونتساءل أين هي أولوية الأسرى القدامى من الداخل وكيف السماح بعدم إطلاق جميع الأسرى دفعة واحدة,وكيف يتم تجاوز عمداء الأسرى القدامى وجنرالات الصبر كريم وماهر يونس ووليد دقة رموز الداخل الى اخر دفعة وحسب المزاج الإسرائيلي وسير المفاوضات . هذه الأيام لم أقول تجدد الإستيطان بل إستمر ببناء ألف وحدة سكنية جديدة فماذا أنتم فاعلون ؟ , قبلنا بتحرر الاسرى رغم خلافنا أن المفاوضات من أجل المفاوضات وعبثية . المفاوض الفلسطيني سيذهب إلى الجلسة الثانية في القدس ولا أدري ماذا بجعبته وهل هناك ما يمكن تحقيقه بوجود راعي المفاوضات الأمريكي-الإسرائيلي "إنديك" السفير الأمريكي السابق في تل أبيب , وهل يعرف المفاوض الفلسطيني ماذا تبقى من القدس عاصمة فلسطين بعد تهويدها ؟ّ! ... نتنياهو رد على مبعوث الإتحاد الأوروبي :"الإستيطان شأن إسرائيلي" , الأسرى ومراحل الإفراج عنهم شأن إسرائيلي ومرتبطة بإستمرار المفاوضات . الوعود الإسرائيلية ونكث الوعود يعرفها كل فلسطيني على مدار أكثر من عشرين عاما فماذا أنت فاعل يا كبير المفاوضيين !؟ ... لست أدري في ظل هذه الظروف الصعبة نطالب بإتخاذ موقف جدي وملزم إتجاه أسرانا القدامى عام 48 والقدس وأن يكون شأنهم بالتحرر فلسطينيا بإمتياز في المرحلة الثانية وعدم الرضوخ للإملاءات الإسرائيلية , وأن يكون إلتزامهم بأن يكون أسرانا ضمن المرحلة التالية حتى لو توقفت المفاوضات ... فلا نقبل أن نبقى المنسيون في السجون نحن نعشق الحرية وحقنا بالحرية .. الأسرى قلقون ومحبطون هم وأهاليهم ,نريدها فرحة بالحرية لجميع شعبنا . ولا نريدها إنتكاسا وفقدانا للأمل يكفي عشرون عاما ... لا مستحيل مع الأمل والحرية لأسرانا.