أتفق مع الأستاذ علي الحسون رئيس التحرير فيما ذهب إليه حول الفارق الكبير والشاسع بين سيدات وأمهات العصر القديم وبين سيدات وأمهات العصر الحالي وهذه الحقبة من الزمن التي تحيطنا بكل سلبياتها وأخطائها وهذا يجعلنا نؤكد على حقيقة واضحة لا أحد يختلف عليها وهي ان التربية الإسلامية تهدف أن تكون الأسرة المسلمة مؤسسة تربوية إسلامية جعلت التربية الإسلامية من وظائفها تربية أفراد المجتمع المسلم على معرفة المبادئ والمعايير والأحكام التي ينبغي أن تراعى في تكوين الأسرة دور كل عضو من أعضائها والمسؤولية الملقاة على عاتقه ومن بينهم بالتأكيد الأمهات. ومن المخاطر التي تتعرض لها المجتمعات المسلمة هو تداعيات الغزو الثقافي والاجتماعي الذي يستطيع أن ينفذ إلى داخل تلك المجتمعات بطرق شتى خاصة من خلال وسائل الإعلام عبر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي عبر شبكة الإنترنت وهذا بالطبع ينقل إلى سيدات المجتمع عادات وتقاليد وسلوكيات لم يعتدن عليها وتتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه التقاليد التي تأتي غالباً من الغرب والمجتمعات غير الإسلامية تتسبب في تغيير سلوكيات وتصرفات أبناء المجتمع تحيد عن الطريق الصحيح وعن التربية الاسلامية التي تحمينا من قديم الأزل من كل الاخطاء والمعاصي وكل ما يغضب الله ورسوله وكل ما هو غريب عن مجتمعنا وكل ما هو بعيد عن عادات أجدادنا وتقاليد بلادنا ومبادئ إسلامنا العظيم. إن هذا التغيير في فكر وبصيرة بعض سيدات وفتيات المجتمع وخاصة الامهات نتيجة الانفتاح على العالم الخارجي دون قيود يظل تحت السيطرة طالما أننا نتمسك بتعاليم ديننا الحنيف وسنة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لكننا في هذا المقام لابد وأن نلقي الضوء على السلوكيات الخاطئة لبعض السيدات اللاتي أهملن انفسهن وبيوتهن وأولادهن وأصبح لا هم لهن سوى الخروج المستمر دون قيد أو حساب إلى الأسواق وأماكن التجمعات المزدحمة بالرجال والشباب وهذا في حد ذاته قد يحدث خللاً في فهم التربية الاسلامية التي تربينا عليها وتربت عليها امهاتنا وبناتنا فاستقامت الحياة الاجتماعية واستطعن أن يربين ابنائهن على الفضيلة والمباديء المثالية والعادات والتقاليد التي تحافظ على ترابط الأسرة وتحفظها من كل شرور الاخطاء والمشاكل الاسرية والمجتمعية. منذ خمس سنوات تقريباً اطلقت مجموعة من السيدات السعوديات حملة لتعديل السلوكيات غير المحببة التي تمارس في الأعراس وحفلات الزفاف من خلال نشاط الملتقى الثقافي النسائي بجدة. وهذا أمر كان جيداً نأمل أن تكون هناك حملة أخرى جديدة لتعديل السلوكيات غير المحببة لدى بعض السيدات والامهات للتركيز في بيتها ورعايته ابنائها والمحافظة على عادات وتقاليد المجتمع على اعتبار ان المرأة عنصر مهم فبصلاحها ينصلح المجتمع والابناء فهي الام والاخت والزوجة وشريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة ،يقول رب العزة : "المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم". أخيراً لابد أن نؤكد أن التربية الاسلامية تعد الحاجز الذي يحول دون وقوع التأثير السلبي للغزو الثقافي والاجتماعي الغربي الذي اصبح يضرب بسهامه في كافة ارجاء المجتمع المسلم والتربية الإسلامية هي المصدر التربوي الأول لإعداد الابناء وتربيتهم التربية الدينية والإيمانية والقرآن الكريم والسنة مصادر ثرية للوسائل الفضلى للتربية الكفيلة بحل كل مشاكلنا وتبعدنا عن الشر وتقربنا من الخير. للتواصل : 6930973