من أجمل القصور المنحوتة والتي ما زالت آثارها باقية لوقتنا الحاضر هو قصر البنت أو قصر بثينة وقصر أبو البنت واللذان يقعان في منطقة الحجر والعلا في غرب شبه الجزيرة ويعودان لدولة الأنباط وهما يعتبران من أجمل المدافن في تلك المنطقة . وقد وصف أنطونان جوسن ورفائيل سافينياك في كتابهم (رحلة استكشافية إلى الجزيرة العربية )والتي قامت بترجمته د.صبا الفارس وراجعه د. سليمان الذييب و د.سعيد السعيد هذا القصر بأنه على ارتفاع شاهق جداً وفي قمة التلة يوجد شرفات على شكل أدراج ومن ثم يبدو للمتمعن أن الأعمال توقفت وربما يكون ذلك بسبب موت الذي أمر بتنفيذه وقد اكتفوا بفتح باب بين الشرفات وبثقب حجرة ولهذا البناء أسطورته حيث تدور حول شيخ يسمى حدري لديه فتاة في غاية الجمال تدعى بثينة وحتى يبعدها عن نظرات الرجال حبسها في قمة الجبل وهو القصر الذي سمي باسمها وكان هو بنفسه يسكن عند سفحه في واحدة من أجمل الأوابد الحالية وعلى الرغم من كل احتياطاته فقد نجح صانع حرفي في رؤية الفتاة الشابة وفي الحديث معها ولقد أحبها وبحث عن وسيلة توصله إلى مسكنها وعرفت بثينة خطته وعندما هبط الليل أدلت إليه بحبل مجدول من شعرها الطويل وهكذا استطاعت أن تسحبه إليها ومنذ ذلك الوقت كان الصانع يأتي كل مساء تحت جنح الليل للانضمام إلى صديقته ويهرب عند أول خيوط أشعة الصباح , وفي هذه الأثناء لم تتأخر الفتاه كثيراً حتى حبلت وحتى تزيل ملل الأيام الطويلة في مقرها المعزول كانت تكرر باستمرار بيتي الشعر التاليين: وويل الحدري لو يدري بثينة عاشرت بدري يا حدري لو أنك تدري ضربت راسك بالجدري وعندما سمع الجيران هذا الغناء أدركوا السر وأخبروا الحدري فامسك الشيخ العجوز ببدري وبثينة فذبحهما فوق قصر الصانع حيث يقال إن آثار دمهم مازالت موجودة لذلك اطلق على هذا القصر باسم قصر بثينة أو قصر البنت . والمتمعن لتلك القصة يرى جمالية وبنفس الوقت يرى أن المنع والحبس لن يكون حلاً وخلاصاً فالثقة بمن حولنا تجعلنا ندرك حجمها وبالتالي نحافظ عليها ونصونها , وبجميع الأحوال سواء كانت هذه القصة حقيقية أو من نسج الخيال فهي قصة جميلة . ودمتم بخير ,,,