كان يقص تجربته بكثير من الألم والحسرة، ومزيجاً من الاعجاب بالطرف الآخر تقول الحكاية: لقد كنت أسكن مع احدى الأسرة البريطانية اثناء دراستي هناك، وكانت الأسرة مكونة من أب وأم وبنتهما البالغة من العمر أحد عشر عاماً، وكانوا يتعاملون معي معاملة واضحة بل وأكاد أقول آسرة. وذات يوم ذهب الأب والأم وقالا لي نريد أن نذهب الى مناسبة، وسوف نترك ابنتنا في رعايتك، وبالفعل ذهبا. فكان ان دخلت الابنة الى المطبخ لأسمع بعد برهة صراخها.. فذهبت مسرعاً فزعاً عليها فوجدت أن هناك كوباً من الزجاج سقط على الأرض وانكسر فقلت لها مطمئناً إياها لا عليك سوف أتحمل أنا مسؤولية وقوع "الكأس" وكسره، وقد أبدت رضاها بذلك، وبالفعل عندما اتى الأب والأم أخبرتهما بما حدث متحملاً مسؤولية هذا الذي حدث. ولكن المفاجأة التي فوجئت بها بعد ثلاثة أيام أن اتت الي "الفتاة" قائلة لي إنني لم استطع السكوت عن قول الحقيقة لقد مضت علي الأيام الثلاثة ثقيلة جداً، ولهذا أخبرت أمي بالذي حدث.. عندها اتت – امها – قائلة لي لقد أمضيت احد عشر عاماً وأنا أعلم "ابنتي" الصدق، وعدم الكذب، وأنت استطعت أن تخترق هذا العمل الذي قمت به، وعليه أطلب منك أن تبحث عن أسرة اخرى تعيش معها فليس لك مكان عندي. لا أعرف بماذا أعقب على هذا الذي سردته عليكم إلا المزيد من الصبر المر على حالنا.