أكد مصدر مسؤول بوزارة الصحة ارتفاع عدد حالات الضنك المسجلة بمحافظة جدة عقب السيول والأمطار الأخيرة إلى 48 حالة حتى نهاية الأسبوع المنصرم، منها 32 حالة مؤكدة و 16 تحت الإجراء المخبري، فيما تتولى 24 فرقة مكافحة نواقل المرض موزعة بين الفترتين الصباحية والمسائية بمعدل 12 فرقة لكل فترة، وهي غير كافية لمواجهة تزايد البعوض في ظل كبر مساحة المحافظة. وتوقعت مصادر مسؤولة بالوزارة أن تبدأ هذا الأسبوع زيادة حالات الإسهال والنزلات المعوية ومعدلات الضنك، كون مدة الحضانة أسبوعين من بداية الأمراض، خاصة وأنه تم رصد أكثر من 90 مستنقعا حتى الان في أرجاء المحافظة يمكن أن يستوطنها البعوض ووتكاثر فيها اليرقات. وقالوا إن مدينة جدة مهددة بالأوبئة، مطالبين المتضررين بالأحياء المتضررة بضرورة التأكد من نظافة وتعقيم خزاناتهم من خلال أخذ عينة وفحصها لدى أقرب مركز صحي لهم، لأن تلوثها يسبب أمراضا وبائية. وأوضح مصدر مسؤول بوزارة الصحة أن عدد حالات الإسهال والنزلات المعوية زادت بالفعل بعد كارثة سيول الأربعاء الثانية، ونوه في الوقت ذاته إلى ضرورة قيام المواطنين بفحص عينات من مياه الخزانات الأرضية في الأحياء المتضررة لدى أقرب مركز صحي. وطالب المصدر كل من يلحظ تغييرا في مواصفات المياه من حيث لونها ورائحتها أو مذاقها، التوقف عن استعمالها واللجوء للمياه الصحية المعبأة إلى حين التأكد من نتائج التحليل أو أن يقوم بغلي المياه في حال كان لديه شك ولكن دون أن يلحظ تغييرا عليها، معتبرا أن هذه الخطوات هي الأفضل لمنع انتشار الأمراض، كما طالب بأخذ الاحتياطات الكاملة من خلال رش البيوت والحذر من مصادر المياه الملوثة والتخلص من التجمعات المائية. وبين أن مياه الخزانات الملوثة تتسبب في نشر الأمراض والإسهال والالتهابات المعوية، وهي تمثل بيئة جيدة لمرض الكوليرا رغم أنه لا ينتشر إلا من مصاب أو حامل للجرثومة. ونفى مصدر آخر بالوزارة وصول أي تقرير عن وجود مياه ملوثة بخزانات الأحياء المتضررة في جدة، غير أنه إستدرك بأن مثل هذه التقارير تصل إلى إدارة الإصحاح البيئي بالوزارة وليس إلى إدارته، مضيفا: "في حال وجد تلوث في تلك المياه فإنه قد يتسبب في ظهور أمراض وبائية مثل ( الكوليرا، التيفوئيد، والسلمونيلا، وتايغي، وبراتايغي، الشقيلوسس )، بالإضافة إلى تلوث الأطعمة والتسمم الغذائي وزيادة معدلات الضنك حيث يفضل البعوض الناقل لها البيئة الرطبة، فيما يفضل "البعوض الأنيق" المياه الحلوة وهو ما قد يحدث في حالات حمى الضنك عن الأعداد المسجلة رسميا، بالإضافة إلى أن مرضى الكوليرا سببه بكتيريا تسمى ( الفايبروكلويرا ) وهي تسبب الإسهال وفقدان الجسم للسوائل مما يؤدي إلى جفافه، والتأثير في وظائف الكلى، وقد تؤدي إلى الوفاة إذا لم يعالج المريض في الوقت المناسب بإعطائه السوائل لمنع الجفاف، وهذا المرض يعتبر مختفيا من المملكة إذ لم تسجل سوى حالة واحدة في المنطقة الشرقية العام الماضي، وأفضل نتيجة لمكافحته هي تحسين البيئة التحتية، وإيجاد شبكة صرف صحي، أما التيفوئيد فيؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي وطفوحات جلدية بسبب تلوث المياه وتراكم النفايات الناقل للذباب، كما أن السمونيلا عبارة عن اضطرابات في الجهاز الهضمي (إسهال وإمساك) وتتسبب فيها المياه الملوثة عن طريق الطعام والماء. وأكد المصدر أن القلق من زيادة رش المبيدات الحشرية أو قلة جودتها غير مبرر لأن هذه المبيدات تعمل بموجب لجنة مكونة من الصحة والأمانة، مهمتها التأكد من حساسية المبيدات للبعوض، وعدم ضررها وسمّيتها للبشر، حيث يفترض أن تكون مخلوطة بنسب متكافئة تؤثر على البعوض، وأن تكون من النوع عالي الحساسية للبعوض البالغ واليرقات، ويتم تغييرها بين فترة وأخرى لكي لا يقاومها البعوض).