يعتبر الماء ذا أهمية بالغة لكل كائن ينبض قلبه بالحياة ، وهو عصب الحياة , وأهم مكون من مكوناتها , ونعمة مهداة من الخالق عز وجل لمخلوقاته كي تستمر في العيش إلى ما شاء الله لها ، وقد لوحظ منذ القدم أن الماء هو العنصر الأساسي لاستقرار الإنسان ، وله دور مهم في قيام ونشأة وازدهار الحضارات القديمة ، ووجود نظم بيئية وحياة مستقرة متوازنة منذ القدم ، فأينما وجد الماء وجدت مظاهر الحياة ، وبالتالي يجب أن يكون صالحاً للاستعمال لمنع تفشي الأمراض الخطيرة بين أفراد المجتمع ، وفي وقتنا الحاضر أصبح الحفاظ على الماء نقياً أمراً شبه مستحيل في ظل الملوثات الكثيرة المنتشرة في البيئة ، فتلوث المياه يُعَدْ مشكلة خطيرة تهدد الحياة بما لا يحمد عقباه ، ولقلة موارد المياه الطبيعية اتجه الإنسان لتحلية مياه البحر والاستفادة منها في حياته اليومية بشكل منتظم ، وقد أثبتت البحوث العلمية والدراسات الميدانية أن مياه البحر النظيفة لها أهمية كبيرة على الصحة العامة للإنسان ، بمعنى أن أي تغيير يحصل على مياه البحر ويجعلها أقل ملاءمة لأي استخدام من استخداماتها المتعددة ، ينتج عنه تلوث يضر بحياة الإنسان وثرواته الحيوانية والزراعية والبحرية ، والتلوث البحري أياً كان مصدره فهو من فعل الإنسان ، ومن مسببات تلوث مياه البحر على سبيل المثال لا الحصر : التلوث الطبيعي والحراري والنفط ومخلفات المصانع الكيميائية والنفايات الصناعية السائلة ومياه الصرف الزراعي ومياه الصرف الصحي ، ومن البديهي أن استعمال المياه الملوثة دون تنقية يؤدي إلى انتشار الكثير من الأمراض مثل "الكوليرا - التيفود - الملاريا – البلهارسيا" بسبب ما تحتويه المياه الملوثة من البكتريا والطفيليات المسببة لهذه الأمراض ، وليس أدل على ذلك من إن الإحصائيات في مختلف بلاد العالم أظهرت إن انتشار عمليات تنقية المياه ، وحسن إدارتها وتشغيلها وتوزيعها للاستعمال المنزلي بين السكان قد أدى إلى انخفاض كبير في انتشار هذه الأمراض التي تنتقل عن طريق استعمال المياه الملوثة بين أفراد المجتمع المستخدم لها ، فحري بنا أن نحافظ على مياه بحارنا من التلوث أياً كان نوعه. همسه : أطيب الطيب الماء. ومن أصدق من الله قيلاً {وَاللهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا}.