رحم الله غازي القصيبي الشاعر والأديب والسياسي.. لا يمر يوم أو مناسبة إلا وتفوح سيرته العطرة في كل مكان.. ومن تلك المناسبات ذلك الكتيب القيم الذي أصدره الأخ والصديق حمد بن عبدالله القاضي ويتضمن قراءة في جوانب من حياة ومسيرة الخير والعطاء للدكتور غازي القصيبي الإنسان صاحب العطاءات ونبع السخاء والذي اهداه إلى روح وذكرى د. القصيبي رحمه الله وغفر له.. هذا الكتيب الذي تلقيت منه نسخة مهداة من مؤلفه الكريم يعد اثراء للمكتبة الأدبية والثقافية والاجتماعية بل للمكتبات بشكل عام، لأنه يغوص بنا في روح الدكتور القصيبي الإنسانية والإجتماعية التي عاشت معنا وعشنا معها سنين طويلة كانت مضيئة عبر التاريخ لا يمكن أن تطوى أو تنسى لأنها تعيش في وجداننا وقلوبنا جميعاً.لقد عاش الدكتور القصيبي للناس ولوطنه.. أحبهم فبادلوه الحب بحب.. احترمهم فقدروه.. وبعد ان انتقل إلى جوار ربه بقيت وستظل ذكراه العطرة في القلوب، وستظل أعماله وانجازاته وعطاءاته شاهدة على مسيرته الوطنية وحبه لأبناء هذا الوطن وستروي لنا وللأجيال من بعدنا كيف يكون الحب والعطاء للوطن.. هذا المشوار الطويل العامر بالمحطات المشرفة الذي عاشه الدكتور القصيبي منذ بداية العطاء كأستاذ بالجامعة ثم عميداً إلى أن تولى العديد من الوزارات كوزير للصناعة والصحة والمياه والعمل ثم كان خير سفيراً للوطن في العديد من الدول.. وبالاضافة إلى ذلك كان القصيبي شاعراً له انتاجات في فن الرواية والقصة.. وله في الشعر دوادين وفي الصحافة اسهامات عديدة ومتنوعة.. وله مؤلفات أخرى في التنمية السياسية.. مُنح العديد من الأوسمة من الوطن ومن دول عربية وعالمية وكان له اهتمامات اجتماعية عديدة.. والأهم من ذلك أنه رحمه الله تبرع بمرتباته عن أعمال متعددة لصالح جمعية الأطفال المعاقين ولجهات اجتماعية اخرى. وبرغم مرور ثلاثة أعوام على رحيل الدكتور القصيبي في الخامس من شهر رمضان عام 1431ه - 15 اغسطس عام 2010م عن عمر يناهز السبعين عاماً .. إلا أنه ما زال بيننا لم يفارق .. وروحه معنا في كل مكان. وكما يقول الأستاذ حمد بن عبدالله القاضي في كتابه إن القصيبي برغم مشاغله وارتباطاته لم تصرفه مسؤولياته عن روابط انسانيته رحمه الله.. فقد عرفه الناس وزيراً وسفيراً وأديباً واقتصادياً وسياسياً إلى آخر صفاته ومسؤولياته، ولكن قيلاً منهم عرفوه إنساناً تفيض دمعته وتسهر مقلته ويُسخر الكثير من جاهه ووقته لمؤازرة محتاج واغاثة ملهوف.. إنه كان بالفعل رحمه الله إنساناً بما تعنيه الكلمة من معاني.ومن زهده في الحياة رحمه الله كتب قصيدة رثا فيها نفسه قبل وفاته بخمس سنوات حين قال: "خمسة وستون في أجفان إعصار أما سئمت ارتحالاً أيها الساري أما مللت من الأسفار ما هدأت إلا وألقتك في أعثار أسفار يا عالم الغيب ذنبي أنت تعرفه وأنت تعلم إعلاني واسراري أحببت لقياك حسن الظن يشفع لي ايرتجي العفو إلا عند غفاري رحمك الله وأسكنك فسيح جناته للتواصل 6930973