الرجال الصغار قادرون دائماً أن يؤثروا على الرجل الضعيف ويحولوا مسؤوليته الكبيرة إلى أقل من الدرجة الثالثة وهذا هو سبب فشل كل جهاز يستعين بالرجال الصغار في مقاعد الكبار.. وهذه الفئة من الرجال تعرف أن البلد مليء بالرجال الكبار وبالمعاونين الأقوياء.. وبالعلماء الحكماء ولقد أثبتت التجارب مستشارو السوء هم الذين يتسببون في وضع العراقيل وأم كل الحوارث.. ويتصورون أن العبقرية هي في الطاعة العمياء. وقد أثبتت الأيام أن الجبان ليس أطول عمراً من الشجاع.. فالجبناء لا يعيشون طويلاً فلنبعد الضعفاء من قطاعات كل كيان لنستطيع أن ننطلق إلى الغد. لذلك فالناس هنا مؤدبون جداً ولا يسألون عن الأسباب التي أدت إلى صعود هؤلاء الأشخاص الضعفاء ولا يجرأون على السؤال عن السبب يأتي شخص ويخرج ولا يجرأون أن يقولون لماذا خرج فلان ويدخل آخر فيجهل الناس لماذا دخل لهذا يجب أن نحاول أن نفكر بعقلية متطورة ونحاول أن نجيب عن كل سؤال وأن نشرح كل خطوة نخطوها. فلا يكفي أن يعلم بعض الناس الحقيقة لأن الحقيقة أصبحت في الوقت الحاضر من حق كل الناس. العصر يمضي والحياة معه والعمر يجري والناس يأتون ويذهبون ويأتي من بعدهم كثيرون ثم لا يلبث أن يذهب هؤلاء أيضاً ويفسحون للأجيال القادمة من بعدهم مكاناً تحت الشمس ولا يبقى من الحياة بعد هذا الا الذكرى الحلوة التي يتركها الناس من بعدهم والنفوس الوفية التي تحفظ هذه الحلاوة. وتعيش معها وتكره أن تفترق عنها فقد كانت جزءاً من حياتهم وارتبطوا بها وارتبطت بهم حتى أصبح كل عرق فيهم ينبض بكل ما يمكن أن يحمله من حب ووفاء لهذه الذكرى العطرة التي خلفها صاحبها وراءه وهو يستعد للرحيل، بعد حياة مليئة بالعمل والحب فيها أعظم صفة يتميز بها الإنسان. فالوفاء إذن هو اعتراف الإنسان بفضل الانسان وقد تسمعه على شفاه الناس وقد تراه في أعمالهم لا أن يذكر بسوء عمله وتصرفه. فما أحلى الحياة في بلد يجتمع فيه الإخلاص والاختيار الصحيح مع الحب والحرية.