تبدو هذه الزيارة القادمة الى اسرائيل من قبل رئيس الولاياتالمتحدة باراك اوباما ؛ نوع من التصالح بين الزعيمين وإعادة الثقة بينهما و تنسيق المواقف عسكريا و استخباريا وسياسيا بين الدولتين ؛ حول الملف الايراني النووي ، والملف السوري ، ومسار العودة الى طاولة المفاوضات بين الاسرائيليين والسلطة الفلسطينية والمصالحة الفلسطينية وانعكاساتها على المسار التفاوضي كما جاء على لسان السفير الامريكي دان شابيرو الحالي لدى اسرائيل . اما فيما يتعلق بتصريح الرئيس اوباما بالتأكيد مجدداً بدعم الولاياتالمتحدة للكيان الاسرائيلي والوقوف بجانبها امنيا وسياسيا ؛ هي بطاقة المرور لقلب وعقل الاسرائيليين واللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة . والامر بالنسبة للعلاقة مع اسرائيل لا يقررها شخص الرئيس الامريكي بل هي السياسات والمصالح القومية والتحالفات الاستراتيجية بين البلدين وللموقع الذي تحتله اسرائيل في هذه المعادلة المعقدة والمركبة في نفس الوقت ؛ خاصة وأننا ما زلنا كعرب غير قادرين على استخدام او توظيف تلك المصالح مع الغرب وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة ؛ ما زالت اسرائيل المشروع الاستعماري الغربي والعصا والشرطي بالنسبة للولايات المتحدة . هذا الترتيب في الاولويات جاء بحسب الفهم الاسرائيلي لمفهوم الامن والسلام القابل للحياة ؛ اوباما ملتزم بهذا الملف وهذا الهدف ؛ لغة التصالح مع نتنياهو تهدف لنفي الانطباع الذي حاول الرئيس الامريكي طوال فترة الرئاسة الاولى ان يعكسه مع نتنياهو وسياساته اليمينية تصادم المصالح بين البلدين ؛ يتضح لنا اليوم ان نتنياهو انتصر في الصدام مع رغبات الرئيس الامريكي ونجح ان يعيد لإسرائيل دور الشرطي في المنطقة او الدور الوظيفي لمشروع المنطقة ؛ في هذه الزيارة اوباما يسدد الدين الذي عليه اتجاه اسرائيل زيارة اسرائيل مقابل زيارة اوباما للقاهرة اول عهده بالرئاسة تلك الصدمة التي اصابت الصهيونية داخل الكيان وخارجه ؛ اوباما اليوم يبددها ويعلن الولاء للصهيونية والمصالح المشتركة ولأمن الدولة العبرية في المنطقة ، ونفي آخر من اوباما يتعلق بما قيل من تدخله في الانتخابات الاسرائيلية وتأثيره على النتائج وهذا يجسده سلم الاولويات للزيارة ملف الصراع والتسوية او المفاوضات ليس له الافضلية ولا الاولوية بل الامن الاسرائيلي يعززه التنسيق والمشاورات بمنح الادارة الامريكية معالجتها بطريقتها دون اثارة حروب اقليمية ودفع المنطقة الى المجهول والخروج من السيطرة مع ادراك الادارة الامريكية الحالية اهمية الدور الاسرائيلي وضرورة التنسيق بينهما ومنح المصالح الاسرائيلية الاولية وعدم الضغط عليها خاصة اذا رغبت امريكيا في معالجة الملف الايراني يجب ألا تضغط على اسرائيل في ملف المفاوضات مع الفلسطينيين وملف الاستيطان وهذا ما جاء اوباما ليؤكده لنتنياهو ؛ الادارة الامريكية تحترم رغبة الناخب الاسرائيلي والنتائج وما تقرره الحكومة الاسرائيلية وان كانت ترغب امريكيا بحكومة واسعة ، واقل تطرفا من الحكومة السابقة ؛ خاصة بعد نتائج الانتخابات التي سلبت نتنياهو بعض القوة لصالح اليمين الصهيوني حزب البيت اليهودي . وفي معرض الحديث عن الاوليات والمصالح تجدر الاشارة الى الاوليات والمصالح بالنسبة للفلسطينيين وخاصة التي يمثلها السيد ابو مازن بعد التقدم التي شهدته المفاوضات في القاهرة لإنهاء الانقسام والأولوية يجب ان تكون للمصالحة ومن الاهمية ألّا نرهنها بيد طرف من الاطراف المتنازعة ؛ فهي ارادة شعب ؛ يجب ان يقررها الشعب وفي الحال .