ماذا لو كانت رهام الحكمي شفاها الله والتي نقل لها دم ملوث في مستشفى الملك فهد بجازان ابنة لوزير صحة؟.. لنتصور ذلك ولو للحظة واحدة حتى يسهل علينا فهم القصة وإصدار حكمنا العادل تجاه أحداثها , رهام مواطنة سعودية تبلغ من العمر اثني عشر عاماً أصيبت بمرض الأيدز نتيجة نقل دم ملوث من بنك الدم كان قد حصل عليه المستشفى من متبرع مصاب بالأيدز قبل " عام كامل " ! يا ترى كيف سيكون حال معاليه بعد معرفته بخبر إصابة أغلى ما يملكه بفيروس قاتل كالأيدز ؟ كم من النوبات الهستيرية سيدخل ؟ كم من القرارات سيصدر حينها ؟ إقفال المستشفى أم فصل جميع موظفيه بشكل عاجل ! ماذا سيفعل لابنته هل سيكتفي بنقلها لمستشفى الملك فيصل التخصصي أم أنه سيذهب برفقتها إلى مستشفيات أمريكا و فرنسا ؟ هل سيتقدم في اليوم التالي بخطاب استقالته بعد أن يعقد مؤتمراً صحفياً مباشراً يخبر فيه الجميع بأن مسؤولاً لم يستطيع حماية ابنته من إهمال وتخاذل موظفي وزارته هو بالتأكيد عاجز عن توفير الحماية لجميع من يسكن هذا الوطن من مواطنين و مقيمين. ماذا لو كانت رهام الحكمي ابنة لمسؤول آخر أو كانت ابنة لرجل أعمال " ثقيل الوزن " لا يمر يوم إلا ونشاهد صورته مبتسماً تتوسط صفحات جميع صحفنا المحلية ؟ هل سيرضى بإعادة ابنته المريضة إلى ذات المستشفى الذي تسبب لها بالمشكلة ؟ بالتأكيد لن يحدث ذلك معه هو لكنه حدث مع والد رهام الذي أعاد ابنته لمستشفى الملك فهد مرة أخرى وقضت هناك أياماً حتى استيقظ ضمير مسؤولي وزارة الصحة وقرروا نقلها لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض من أجل الكشف عليها مرة أخرى و البحث لها عن علاج , وهي المشكلة التي يعاني منها سُكان المملكة منذ سنوات طويلة فالمستشفيات الحكومية في مدنهم رديئة المستوى لذا تعج مستشفيات كالتخصصي والشميسي والحرس الوطني بآلاف المرضى القادمين من خارج مدينة الرياض. ماذا لو احترم مسؤولو وزارة الصحة "آدميتنا " قليلاً " وقامت الوزارة بثورة إدارية على تلك الديناصورات التي تسكنها وبدأت في استغلال ميزانيتها الضخمة في إنشاء العديد من المدن الصحية الكبرى في مناطق المملكة لخدمة جميع المرضى وإعادة تأهيل الخريجين من أبناء البلد في التخصصات الصحية لتوفر الآلاف من الوظائف لشبابنا وفتياتنا العاطلين عن العمل حتى يستطيع المريض أن يشعر بالأمان وهو بين يدي طبيب أو ممرض متمرس , عدا ذلك فإن الوزارة تعيش فوضى حقيقية بدليل أن موظفي مستشفياتها ومراكزها الصحية لا يعملون وفق مسمياتهم الوظيفية فالممرض يعمل منذ سنوات طويلة كسكرتير وفني الأشعة أصبح كاتبا إداريا وهذه حقيقة لا يستطيع مسؤولو وزارة الصحة نفيها وهو ما ينبئ لاسمح الله برهام أخرى في الطريق . Twitter : aalbaly [email protected]