الصورة التي تناقلها المواطنون لسمو ولي العهد جالساً في مقدمة سيارة الإسعاف المُقلّةِ جثمانَ الأمير سطام بن عبدالعزيز من جامع الرياض الكبير إلى المطار لنقله ودفنه بمكة، تحمل من المعاني الإنسانية ما لا تعبره الكلمات. هي فيوضٌ من (إيمانيات - حزن - احتساب - اتعاظ - وفاء - اقتداء..إلخ). كان الطبيعي أن يستقل سيارته رفقة سيارات المشيّعين للمطار. لكنه أبى إلا مرافقة جثمان الفقيد مباشرةً في عربةٍ غيرِ مجهّزةٍ إلا للإسعاف. لا جدال أن المسيرة الوظيفية اللصيقة لنصف قرن تزيد أواصر الأخوة و تعمّق الشجن. فلا غَروَ أن الأمير سلمان بن عبد العزيز أصيب في العشرين شهراً الماضية بفقدِ أفذاذٍ في حياته، الأُسريّة والوظيفية، هم سمو الأمراء (سلطان - نايف - سطام). وقبلهم فقد اثنين من أبنائه الأفذاذ (فهد - أحمد)، تغمدهم الله جميعاً برحماته. و بقي هذا الطود الوطني، من الأسودِ القادةِ أبناءِ المؤسسِ، قوياً شامخاً. إلا من مَسحةِ حزنٍ بشريٍ يزيد من محبّةِ وشغفِ المواطنين به..قوياً..شامخاً..حزيناً. Twitter:@mmshibani