عمت الكلمات في المهرجانات الخطابية كل بقاع الكرة الأرضية، وخرج الخطباء من كل الأطياف السياسية يتحدثون عن الأسير الفلسطيني، لكن في نهاية اليوم كل عاد إلى منزله تاركاً الأسرى وحيدين دون أي مؤنس في ظلمة زنازين وسجون الاحتلال، وتاركين عائلات الأسرى تعود لتحتضن حزنها وبقايا ذكرى لأسيرهم المغيب .وهنا لا أقزم العمل الذي جرى في المسيرات التي تحركت، لكن نتمنى أن تبقى قضية الأسرى حاضرة في قلوب ونفوس أحرار العالم، وأبناء الأمة العربية و الإسلامية، وألا يكون مجرد مسيرة انتهت وانقضت، وندعو أن تبقى القلوب والأرواح متصلة بمعاناة الأسرى وجرحهم، بعد انتهاء الوقفة في غزة أو الضفة ندعو أن يبقى الأسرى في نفوس وقلوب الجميع وألا تكون مجرد ذكرى عابرة، لذا يجب أن تكون قضية الأسرى حاضرة في جميع الحركات الشعبية، إن أسرى فلسطين يستحقون كل الاهتمام والانتباه، ويستحقون بذل كل الجهود من أجل تحريرهم وإطلاق سراحهم وهم مرفوعي الرأس بعزة وكرامة، حتى لو تطلب الأمر القيام بمبادرات نوعية لإطلاق سراحهم وتحريرهم، وفق الطريقة التي تم بها تحرير الآلاف منهم في عمليات التبادل التي تمت خلال فترات ماضية، وإطلاق حملة تضامن مع قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الصهيونية، والعمل لدى جميع المؤسسات الدولية السياسية والقانونية والحقوقية، من أجل فرض إطلاق سراحهم دون قيد أو شرط، حيث تقع على عاتق اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة وجميع المؤسسات الدولية والإنسانية، مسؤولية التدخل المباشر لدى قوات الاحتلال الصهيوني، لضمان تطبيق اتفاقية جنيف على الأسرى الفلسطينيين والعرب ومعاملتهم كأسرى حرب، وإجبار العدو الصهيوني على إطلاق سراحهم جميعا، إن ملف الأسرى قضية هامة وحيوية، لا تقل أهمية عن سائر المواضيع التي يفترض أن تنال الأولوية في الاهتمام، فلسطينيا وعربيا وعلى مستوى الهيئات والمنظمات الدولية. "وقفة الأسير" لابد من إن يبقى الأسرى في نفوسنا وأرواحنا، وان لا نخذلهم خاصة إن نصرتهم واجب ديني و وطني وان لا يكون التضامن معهم هو تضامن مؤقت وينتهي مع انتهاء اليوم . أتساءل أين الفصائل والقوى والأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات والأندية لماذا لا نقف مع الأسرى الوقفة التي يستحقونها، إن صمود أسرى الحرية في إضرابهم المستمر عن الطعام وأرادتهم الصلبة، بات يبرز للعالم برمته مدى الظلم الذي يلحق بهم جراء الممارسات القمعية واللإنسانية التي يتعرضون لها، والتي تمس بحقوقهم في الحياة والكرامة الإنسانية، وخاصة الإهمال الطبي وسياسة الانفرادية والاعتقال الإداري ، وحرمانهم من التعليم ومن زيارة الأهل وغير ذلك من الانتهاكات.الأسرى الذين يناضلون من اجل الوطن والمواطن، نتأمل من الجميع الوقوف إلى جانبهم وأخص منهم الأسرى المضربين عن الطعام مثل الأسير سامر العيساوي، الذي أكمل 200 يوما من الإضراب، وهذا الذي لم يحدث في التاريخ إذ لم يسجل إضراب أكثر من 74 يوما، الأخ المناضل سامر وكل الأسرى في سجون العدو الصهيوني يستحقون إن نقف بجانبهم ونعمل على تحريرهم من المعتقلات وإنها لثورة حتى النصر.