انفتحت ابواب التقنية على مصراعيها أمامنا فدخلناها من أوسع ابوابها لنحتفي بها وتحتفي بنا ولنوثق سيرتنا عبرها للتاريخ سواء كانت مآرب أو مخالب. ولم تخلُ صداقتنا من مزج التقنية بها فقد حاولنا توثيق تلك الصداقات عبر مزج اصحاب التقنية ( العالم اللافتراضي ). وبين اصحابنا في عالمنا الواقعي لتتسع دائره معارفنا اكثر. ولكن ما حدث ان بعض وسائل التواصل الاجتماعي باعدت بيننا في الواقع فاكتفينا بأن نعرف اخبار البعض عبر تواصله بتويتر او الفيس بوك او الواتس أب بغض النظر عن محادثتنا له، والآخرون يكتفون بإرسال البرود كاست ( رسائل جماعية للكل بروابط أو مشاعر الاخرين ليخبرهم أنه مازال موجوداً! والبعض الآخر لا يقدم سؤاله عن احد لأنه بكل بساطة يرى تحديثاته أولاً بأول فلا يحتاج ان يسأل . اما الجزء الاخر من جانب التقنية هو تويتر ورؤية اصحابنا به وقراءة افكارهم ومشاعرهم فأصبحنا نتابعهم عن بعد نراهم ويروننا ونعرف اخبارهم وحالتهم من ابجدياتهم ولكن المصاب الجلل ان يصل الامر ان يسوق احدهما تساؤلات عدة لأصحابه عن اسباب عدم رتوتة ما يكتبه بتويتر وانه بالمقابل يقوم بعمل رتويت لهم !! ومرة تلو مرة يبدأ الغضب يدب في أوصاره لأنه لم يحقق ما يريد وبالتالي يقوم بإلغاء احد اصحابه وبالتالي قطيعة تويترية بينهم ! لتنتقل الى مكان عملهم او دراستهم او اسرتهم فنجد ان هؤلاء الاصحاب لم يعودوا اصحاباً. فأذكر أن إحداهن قررت ان تلغي صفحتها بتويتر لان لا أحد يعمل لها رتويت ! وخاصة صديقاتها رغم انها تعمل رتويت لهن وكأن تويتر وضع لتبادل فقط الرتويت لان فلاناً يعرف فلاناً بغض النظر عن المحتوى ! و هنا ،أسوق عدة تساؤلات : 1- هل فعلا استفدنا من التقنية بما يعود علينا من فائدة , هل تمت قراءة ما يكتبه اصحابنا او ما يكتبه من اخترنا متابعتهم وناقشنا تلك المفردات واستفدنا من الافكار المتداولة؟ 2- هل ربط اصحاب الدراسة والعمل بمواقع التواصل يقوم بوأدهم وتلويث معنى الصداقه؟ . 3- هل فصلنا بين صحبتنا وقرابتنا في مواقع التواصل الاجتماعي وأخذنا الامر بمنظور ما يروق لمستوى ذائقتي سأقوم بنشره وعمل رتويت له بغض النظر عن المرسل؟ . 4- هل سنجعل مواقع التواصل الاجتماعي شاهداً تاريخياً لمستوى ثقافتنا ورقينا في الحوار والتعامل أم ان سيعكس صورة سيئة للبعض . همسة لنجعل مواقع التواصل الاجتماعي اكبر من عملية اعادة تغريد لأمور لا فائدة منها ولا نجني منها فكرة ورأياً ولنضع بها بصمة تميزنا . دمتم بخير