(مصر) هذه الدولة ذات الحضارة التليدة والإرث التاريخي المشرف التي كانت ولا زالت ترفل بالقامات الشاهقة الفكرية والدينية والأدبية والفنية والتي صدرت للعالم أجمع فنون الهندسة المعمارية والابتكارات الطبية وترأس علماؤها علوم الذرة والتكنلوجيا في أغلب الدول المتقدمة الأوروبية. هذه الدولة العريقة الجذور التي فاح من أرضها عبق (الأزهر الشريف) المصدر للدنيا الدين المعتدل. لا يليق بها أن تكون في هذه الأيام (ذكرى 25 يناير مسرحاً لأحداث جسام تدمي قلوب مشاهدي القنوات التلفزيونية من موت لشباب في عمر الزهور وحرق لأكباد أولياء الأمور وهدم المنجزات عاصرت كل الدهور ولا ندري ما الذي دفع من ولاهم (الله الكريم) زمام السلطة في هذا البلد الطيب أن يحيدوا عن وعدهم الذي التزموا به المكون من أربع كلمات (عيش + حرية + عدالة اجتماعية)، ولكنهم أحجموا عن ما تعهدوا به مما دفع هؤلاء الشباب الأبرياء الذين هم زهرة الوطن وعماده أن يلعقوا السراب فلا عيش ولا حرية ولا عدالة اجتماعية. لهذا الشعب الصابر ما عدا فئة قليلة العدد ينتمي بعضها لبعض في الوقت الذي كان في الإمكان لمن ولاهم الله مقاليد هذه السلطة أن يتنازلوا عن صلفهم وحمدوا الله كثيراً إذ جعلهم من أصحاب الكلمة العليا ويشرعوا في تعديل الدستور بما يتفق مع مطالب الشعب وهم الأكثرية ويعيدوا النظر في كل ما اقترفوه في حث هذا الشعب الأعزل الذي أوصى به الله من فوق سبع سماوات وتبعه رسول هذه الأمة صلوات الله عليه ذاتاً وأن الله تعالى أمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى ذاتاً إذا علمنا بأن الشعب المصري جميعهم أقارب وأرحام. فما نشاهده هذه الأيام من تكميم للصحافة وتحييد في الاعلام وتهميش لرجال القضاء وطمس للسياحة حتى لا يبقى للترويح عن النفس أية مساحة لا يليق أن تحدث مثل هذه الممارسات في بلد عرف منذ الأزل بمناخه الفكري والإبداع والثقافة كما أنها بلد الصلاة والزكاة والصيام والقيام وشعب متدين بفطرته وطيب في معاشرته والله تعالى يحسن إلى من يحسن اليه وليس في حاجة إلى من يزايد عليه وكلمة معروف خير من صدقة يتبعها أذى.وأخيراً ما أنا إلا مواطن عربي يسعده أن يرى هذا البلد الأصيل في عيش رغيد وسعد مديد.هدى الله من نكن لهم كل الحب إلى سواء السبيل. وقفة: وما من كائن إلا سيفنى ويبقى الدهر ما صنعت يداه فلا أنت بذي الدنيا مقيم وعمرك ليس أفضل من سواه عضو النادي الأدبي بجدة عضو اتحاد كتاب مصر بريد الكتروني: [email protected]