لقد رفع الإسلام مكانة المرأة وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : ( النساء شقائق الرجال) وقال أيضا: ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) ..ومن هنا نرى أنها في طفولتها لها حق الرضاعة والرعاية وحسن التربية وهي قرة عين والديها بل ثمرة الفؤاد لوالديها واخواتها واخوانها ..واذا كبرت فهي المعززة المكرمة التي يغار عليها وليها ويحيطها برعايته ولا يرضى أن تمتد إليها اليد بسوء ولا الألسن بأذى ، وإذا تزوجت كان ذلك بكلمة الله وميثاقه الغليظ فتكون في بيت زوجها معززة مكرمة..ثم إن للمرأة في الإسلام حقوقاً يجب التمسك بها ومنها إكرامها والانفاق عليها وحسن معاشرتها والحذر من ظلمها وحمايتها من الألسن البذيئة ..ولكن أن يقوم الزوج بضرب زوجته ضرباً مبرحاً فهذا ما رفضه الاسلام ونهى عنه، وعندما أذن الاسلام بضرب المرأة (الزوجة) كما في قوله تعالى ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ...) الآية . ولكن الاسلام هنا لم يأذن بالضرب المبرح والمؤلم الذي يقصد به التشفي والانتقام والتعذيب واهانة الزوجة وارغامها على العيش الذي لا ترضى به مع ذلك الجلاد. أحبتي: أذكر هنا قصة احدى الأخوات الصابرات التي اقترنت بزوج ومنذ الليلة الأولى معه وهي تعاني من تسلطه وقسوته وانانيته ..لقد عاشت معه وهي تتجرع الآلام وتصبر لأنها سمعت المقولة التي تردد هنا وهناك (بنت الرجال تصبر) فطبقت بنت الرجال هذه المقولة بكل احتمال وصبر مع كونه قاسي القلب لا يرحم ومتسلطاً إلى أبعد الحدود، ومع ذلك وخلال تلك السنوات رزقت منه بطفلتين هما كل ما كسبته من هذه الزيجة ومن هذا القاسي والجلاد لدرجة أنه كان يقوم بحبسها داخل غرفة من غرف المنزل ويقطع عنها الماء والكهرباء والمأكل والمشرب ليس لأنها لم تسدد الفواتير كما تفعل تلك الادارات الخدمية عندما تمتنع عن التسديد ولكن لأنها انسانة صابرة وضعيفة وفوق كل ذلك لازالت كلمات ومقولة (بنت الرجال تصبر) ترن في أذنيها وضحت بكل ذلك لأنها تخشى على طفلتيها من الضياع لدى ذلك الأب المتسلط ..فبقيت تصارع من أجل البقاء على وجه الأرض ..هذه قصة من مئات القصص التي نسمع عنها ويكون أبطالها الأزواج الذين انتزعت من قلوبهم الرحمة والمودة والعطف على من شاركوهم العشرة ...والتي ان كتبت عنها لاحتاجت إلى كافة الأوراق والأقلام وليتها تكفي!! والأمثلة عديدة جداً. أحبتي ان من حق الزوجة أن تفارق الزوج اذا كان ظالماً لها وسيئاً في معاشرتها، كما أن الاسلام الحنيف نهى الزوج أن يضرب الزوجة بلا مسوغ ، وجعل لها حق تقديم الشكوى للقاضي الذي لا شك سوف ينصفها فحسن المعاشرة ليس أمراً اختيارياً متروكاً للزوج إن رغب فعله وان رغب تركه بل هو تكليف واجب وقد قال رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه ولا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد، ثم يضاجعها، فهذا الحديث من أبلغ ما يمكن أن يقال في تشنيع ضرب النساء إذ كيف يليق بالانسان أن يجعل زوجته مهينة كمهانة العبد لدى سيده ..وأود أن أشير إلى اخواتنا المضطهدات من أزواجهن تأكدن بأن لا ظالم بخير وأن الله جلت قدرته يمهل ولا يهمل وعليكن بسهام الليل فالمولى جل وعلا ينزل في كل ليلة إلى السماء الدنيا ليستجيب دعاء من سأله والله أسأل أن يهدي الجميع لما فيه الخير. يا لها من ذكرى خالدة | احتفلت بلادنا الحبيبة يوم أمس الأول بمرور ست سنوات على ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.. وفي الواقع أن بلادنا الحبيبة أصبحت بفضل من الله سبحانه وتعالى يقتدى بها في الوحدة الوطنية والانتماء وحب الأرض من خلال التمسك بشرع الله. وهذه القيادة الرشيدة منذ أن أرسى قواعدها ومرتكزاتها الأساسية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (طيب الله ثراه) ومروراً بكل أبنائه البررة الذين اعتلوا سدة الحكم ووصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله، كانت ولازالت ترتكز في قيادتها للبلاد على الحق سبحانه وتعالى ثم على أبنائه (أبناء وبنات) وطننا الحبيب .. فبيعة الخير تلك لم تكن تأتي من فراغ ،بل جاءت نتيجة طبيعية لما عرفه الشعب السعودي الأبي عن أخيهم ووالدهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في سنوات ولايته للعهد ، وما كان يتمتع به من كريم الخلال وجميل الصفات وعلى رأسها خشية الله في كل خطواته واتباعه سنة نبيه الكريم وحبه الجارف لهذه الأرض الطاهرة ولأبنائها وبناتها، اضافة إلى جهوده في خدمة أقدس بقاع العالم ..فجاءت البيعة الخيرة تعبيراً عن رغبة الشعب السعودي في استمرار الركائز التي وضعها الملك المؤسس - رحمه الله - وتيقن الشعب الأبي من أن مسؤولية الوطن في يد أمينة لا يخاف ولا يخشى الا مستوجب الخوف والخشية العلي الكبير ولا يخشى في الحق لومة لائم ..وهكذا فإن كل مجالات الحياة تنبىء بمدى خيرية تلك البيعة المباركة التي توجت ابنا باراً من أبناء الملك المؤسس خادماً للحرمين الشريفين وملكاً على البلاد في مملكة الانسانية ..فيا وطني عشت وعاشت قيادتك الرشيدة مدى الدهور والأيام. همسة: (يا وطن العطاء يرعاك رب السماء).