ليس أغرب من قوافل الاحتساب التي أصبحت منظراً مألوفاً لمن يتابع الشأن المحلي سوى تكرار نفس الباعث والسبب الذي يخرج أصحابها لأجله,هذا السبب المهم والمصيري ليس الفقر ولا البطالة ولا الفساد ولا العوائق التي تقف في وجه مشروعنا التنموي,ولكن السبب هو المرأة فقط !!! وحينما أقول المرأة فأنا لا أعني البحث عن حقوقها والسعي لتوفير حياةٍ كريمةٍ لها, بل على العكس تماماً من ذلك إذ إنّ هدف قوافل الاحتساب هذه هو منعها من حقها في العمل الشريف والكريم وتفويت فرص الرزق الحلال عليها,بدأت قوافل الاحتساب هذه منذ عشرات السنين مع قرار تعليم المرأة وتغير كل شيء بعد مرور هذه العقود ولكن هذه القوافل لازالت تتشكل عند كل حدث تكون المرأة جزءاً منه,حدث ذلك عند إصدار بطاقة الهوية الوطنية للمرأة وحدث عند عملها في القطاع الصحي وحدث عند عملها كاشيرة في الأسواق الكبرى وحدث ذلك عند قرار تأنيث محلات بيع المستلزمات النسائية وحدث مؤخراً عند تعيين عضوات في مجلس الشورى بعد إعادة تكوينه,وعند النظر في حال بعض من هؤلاء المحتسبين فسيتضح أنّ غالبيتهم من الطبقة الثرية وذات النفوذ الاجتماعي وأنّ غالبية نسائهم يعملن في الوظائف التي يريدونها وفي المكان الذي يختارونه,ولذلك كانت هذه الطبقة من المحتسبين منفصلةً عن واقع الناس الذين تضطر نساؤهم للعمل في هذه المجالات التي يرفضها المحتسبون,ولو كانت هذه االفئة من المحتسبين تعاني صعوبةً في توفير لقمة العيش أو تجد مشقةً في توفير الوظائف التي يختارونها لنسائهم وبناتهم لربما تواضعوا قليلاً ونزلوا إلى أرض الواقع المرير والحياة الشاقة,وربما كانوا وفروا على المجتمع سماع غثائهم ووجعهم الترفي الذي تجاوزه الناس وأصبحوا مشغولين بالركض خلف ضرورات حياتهم التي كان التشدد وفوضى الاحتساب سبباً مهماً في تعقيدها وجعلها أكثر صعوبة.والحقيقة أنّ كثيراً من الناس لم يعد يكترث لأدعياء الوصاية ومحاولي فرض خياراتهم التي أنتجها الترف والحياة الرغيدة بعد أن أتضح حرص كثيرٍ منهم على الاستئثار بالوظائف لأنفسهم ونسائهم وأبنائهم وبناتهم,ولذلك على الناس أن تسمع لمن يسعى في توفير الحياة الكريمة لهم ومن يدعو إلى عدالة الفرص وتساويها فيما بينهم. twitter@knfalamri