عند بداية السنة الهجرية وتحديداً بعد انتهاء موسم الحج الذي يعاني منه بعض أهالي البلد سنوياً وخاصة ساكني العماير التي تؤجر لموسم الحج، فيطمع «بعض» مالكي العماير برفع الأسعار بعد استلامهم «الهبرة» من مؤجري بعثات الحج. الأمر الذي يعاني منه كثير من سكان مدينة مكةالمكرمة وخصوصاً أنها تعد موقعاً إستراتيجياً للتطوير والمشاريع الاقتصادية، فسرعان ماتغير الوضع بها لتصل مبانيها إلى السحاب عوضاً عن كونها أصبحت مدينة استثمارية تجارية لخدمة زوار بيت الله الحرام، فإن مايشاهده الزائر الغريب هو كحال أي مدينة عمرانية تجردت من تراثها، فلو كنت من أهل البلد وقد غبت عنها أكثر من خمس سنوات ورجعت إليها لذهلت بكل ماتحمله الكلمة من معنى، الروحانية موجودة بس الواقع مختلف بدرجة تفوق 360 درجة يارجل... في أيام معدودة تتحول إلى مبانٍ وعمارات لتكون مجرد مدينة عمرانية تشابه لاس فيغاس! لا أحد يكره التجديد ولا التطوير فمكة لها قدسيتها والجميع يرغب في تحسينها وتميزها لكن دون طمس معالمها وضياع وغرق تراثها «حتى انْتُزِعت منها العمارة المقدسة» وبعثرة أهلها لأحياء خارج البلد، فرفع أسعار الإيجار من قبل المالكين للعمائر يعتبر أمراً بحد ذاته مقلقاً ومؤسفاً في زمن يعتبر امتلاك أرض أو شقة شيئاً في منتهى الصعوبة بالأخص للشباب المقبلين على الزواج، فبعضهم يعتبر البحث عن شقة بسعر وبشكل مناسب أمراً نادراً ناهيك بعد موجة الغلاء، فالمقاطعة في هذه الحالة لاتجدي نفعاً، الشعب يحتاج الى مسكن ولا وجود للبديل، ولا تكاد تجد مستأجراً ليس لديه ديون حصيلة دفع أقساط المنزل أو تسديد إيجار الشقة، هذا وغير المشاريع القائمة حالياً في البلد التي تقوم على إزاله الحايل والمايل من أجل الاستثمار. بعيداً عن الإيجارات فنادراً مانسكتشف عن أحياء سكنية متكاملة الخدمات دون حفريات أو طرق مشققة ومطبات مفاجئة، شاملة الأحياء الراقية دون حصر لها فبعضها ينقصها التحلية والبعض تحتاج لخدمات الصرف الصحي، «فإذا في مويا مافي كهربا وإذا في كهربا مافي صرف صحي وإذا في صرف صحي أكيد أكيد في خدمات تانية مقطوعة»... فالاحتياجات التي يطلبها المواطن ربما تكون في عينه عظيمة خلافاً فهي تعد من الأمور البديهية أي من السهل توفيرها، فبالإمكان دفع رسوم جميع الخدمات بدوم توفرها في سبيل العيشة الهنية دون «مرمطة»، فمن البساطة أن يقوم المسوؤلون بمراجعة وفحص الأحياء للتمكن من إيصال الخدمات للمواطنين الذين يبحثون عن الحياة الكريمة في موطنهم.