شهدت الرياض يوم الأربعاء الماضي عرساً ثقافياً كبيراً كرم فيه وزراء الثقافة في دول الخليج العربية نخبة من مبدعي ومبدعات دول المجلس، في احتفال كبير شهده عدد كبير من المثقفين والمثقفات الذين شاركوا زملاءهم المكرمين فرحتهم بالحفاوة الكبيرة التي حظوا بها في مجالات الإبداع الأدبي والفني والفكري، باعتبارهم نماذج مشرفة للعطاء الثقافي من حق الأجيال الجديدة أن تطلع على عطاءاتهم وجهودهم الإبداعية، بهدف تشجيع المنتج الإبداعي، وتحفيز المبدعين إلى مزيد من العطاء في جوانب كثيرة من مجالات الإبداع، وقد أسهمت الأمانة العامة لدول مجلس التعاون في رعاية هذه الفكرة، وإبرازها إلى حيز الوجود بدعم من دول المجلس، وكانت هذا العام في ضيافة وزارة الثقافة السعودية التي قدمت نموذجاً فريداً في الحفاوة الفريدة التي لقيها المكرمون ومن رافقهم في هذه المناسبة، وقد بلغ كرم الضيافة الذي استقبلت به الرياض المكرمين والمكرمات حداً يعجز القلم عن وصفه، وهو ليس غريباً على أهلنا في الشقيقة الكبرى التي عودت أبناء الخليج على هذا التعامل الراقي في الضيافة وحسن الاستقبال. ومن حسن الطالع أن أكون ضمن كوكبة المكرمين والمكرمات في هذه المناسبة، والجائزة الكبرى التي تفوق كل جائزة هي التعرف عن قرب على هذه النخبة من مبدعي ومبدعات دول الخليج العربية، والذين طالما عرفناهم وأعجبنا بهم عن طريق عطاءاتهم الإبداعية، وجاء اللقاء بهم لتوثيق هذه الصلات الفكرية والإنسانية التي تفرضها زمالة الحرف وهدف العطاء، وكثيراً ما دعوت ودعي غيري إلى تكريم المبدعين في حياتهم، لإشعارهم بأهمية ما بذلوه من جهد، وفي الوقت نفسه ليكونوا قدوة لغيرهم، إلى جانب ما يعنيه هذا التكريم من شعور بأن جهودهم لم تذهب سدى، بل هي محل تكريم المسؤولين وتقديرهم. لقد تعودنا دائماً على تكريم الراحلين، والأولى هو تكريم الأحياء لأن الراحلين لن يشعروا بأي تكريم، ولن يفيدهم هذا التكريم بعد الرحيل، وهذه الخطوة الإيجابية التي تبنتها الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، نتمنى أن تشمل مجالات أخرى كالصناعة والزراعة والعلوم الطبية وغيرها من مجالات العطاء المختلفة التي تسهم في رفاهية وتقدم وازدهار الناس والحياة، ودول الخليج الرائدة في العمل الإنساني، قادرة بإذن الله على الإسهام وبجهد وافر في تقدم البشرية وازدهار العالم، من خلال ما يقدمه أبناؤها من مبادرات إنسانية مختلفة.