حينما صدر قرار صاحب السمو الملكي وزير الداخلية توقعت بأن القرار سيكون حازما في التطبيق خاصة وأنه جاء في اجتماع أمراء المناطق الذي عقد مؤخراً في جدة وطبعاً فرحتي كمواطن في التطبيق لهذا القرار كانت مختلفة جداً ليس لأنني متضررا من مجاورة مقهى أومن باب التنطع... ولكن بصفتي أب أخشى على أبنائي حفظهم الله من هذا الانتشار الهائل للمقاهي بالمعسلات بصورة أحسست بأني مقصر بأني لست (معسلاً أو مشيشاً) والأمر الآن أصبح مخيفاً من جانب قلة إدراك الشباب لخطورة المواد التي تحتويها المعسلات وخاصة أننا دائماً نشتكي من إهمال المقاهي والمطاعم في جانب النظافة بالمأكولات والمشروبات وما يصاحبها من حالات تسمم كثيرة بسبب الإهمال الذي يصل إلى مرحلة التعمد أحياناً فماذا نتوقع أن يتعاملوا مع جانب التدخين (المعسلات والشيش) فبالطبع سيكون إهمالاً مضاعفاً حتى ولو أزهقت أرواح.. ولربما الجهات الأمنية لديها تحفظات أو وجهات نظر أخرى غير معلنة ولكن من منطلق خوفهم على الإنسان بشكل عام ارتأت أن يتم إصدار هذا القرار الموقر الذي يحافظ على أبنائنا وأهلنا...ومن أراد أن يستمتع فبإمكانه أن يأخذ راحته في منزله أو وسط أصدقائه وبإشرافه. الأمر الآخر وهو التذمر الذي أقرأه من بعض أصحاب المقاهي والمطاعم ولاحظوا أن التذمر جاء بعد التشديد في التنفيذ رغم أن القرار أصدر في رمضان الماضي ولكن لم أستمع أو أقرأ إلى أي نوع من التذمر أو التخوف لأنهم في قرارة نفسهم ينون تجاهل تنفيذ القرار وعدم اتباع التعليمات وعدم التنفيذ.. ثم الغريب في الأمر بأن الشماعة التي يعلقون عليها أنهم سيخسرون مادياً وهم يؤكدون بذلك أنه لا تهمهم الخسائر للأرواح والتي اضطرت بموجبها الجهات الأمنية التحرك سريعاً.. ثم هل عدم وجود (المعسلات والشيش) سوف يهبط بالأرباح ويكبد الخسائر فكم من شكوى وكم من تقارير عملت بشأن المبالغة في الأسعار التي تضعها تلك المحلات لدرجة أنك تشعر أنك تدفع مبلغاً من أجل أن يتم الضحك عليك.. وظللنا ننادي هيئة السياحة والتجارة والبلديات بأن تنظر في موضوع التسعيرة التي يستغفلون بها الإنسان ولكن لم تتم أي استجابة لمناداة الناس وظل التجار يضعون أرباحهم ذات أولوية حتى ولو على حساب أرواح البشر والآن وبعد أن شددت وزارة الداخلية بتطبيق القرار بدأ التجار باستعطاف قلوب المتضررين وأخيراً أتساءل لو مثل هذا القرار تم تطبيقه بالخارج أي خارج حدود وطننا العزيز ألا تتوقعون بأننا كنا سنشيد بالاهتمام بصحة الإنسان.