حينما أرشد سيدي رسول الله إلى خطورة استعمال اللسان في الشر، بإطلاق الاشاعات الكاذبة، والاتهامات بمزاعم باطلة للأفراد أو الجماعات، حتى أصبح المجتمع لا حديث له الا هذا مما يسيء الى الآداب العامة، ويجرح شعور عامة الناس مما يتكرر على اسماعهم من اشاعة الفاحشة وسوء الاخلاق، حتى اصبح ادنى العامة ينطلق لسانه بهذا السوء، فيتضرر به الكثير من المواطنين، لأن لا أحد يحاسب من يطلق لسانه بالسوء، ويترك عتابه لله في الآخرة، حيث يكب على منخره في النار كما جاء في الحديث، وهل يكب الناس على مناخرهم في النار الا حصائد ألسنتهم، لذا حذر المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وقال: أمسك عليك لسانك، وشرع الله لمن يقع في اعراض الناس فيتهمهم بما يسيء إليهم بعقوبة رادعة، ممن يتهم الناس بالزنا او اللواط، فيعاقب بحد شرعي فيجلد ثمانين جلدة، حتى لا تراوده نفسه بأن يتهم الناس ولا بينة له، واذا اتهم بغيرها بكفر او فسق او سب وشتم يسيء اليه فيعزر بما يردعه عن أن يقع في اعراض الناس دون بينة، اما ان يطلق كل احد لسانه بذم الناس وسبهم وتصنيفهم بأوصاف اصبحت عرفيا قادحة فيهم، ولا احد يحاسبه فهذا اشاعة فتن بين الناس، فحينما يتهم احد مجتمعنا المسلم هذا انه ينتشر فيه الالحاد او يشيع فساد الاخلاق فيه، والحقيقة مخالفة لما يقول: فلا يطالب بالبينة فاذا عجز لم يعاقب فمعنى هذا اننا نشيع الفوضى في هذا المجتمع الطيب والذي يتهم الصحفيين بأنهم زوار سفارات وعملاء لها وانهم يقبضون منها اموالاً ليروجوا أفكاراً تناسب تلك السفارات، وذلك لم يحدث، ولم يستطع اثبات ذلك ببينة، ولم يحاسب ويعاقب، فتجرأ بعده الكثيرون، فهذا اساء الى النساء السعوديات فزعم انهن يمتهن البغاء في دبي، وتتوالى التهم ويتسع انتشارها، وتشيع الكراهية والبغضاء بينهم بسبب من لا يستطيعون ضبط ألسنتهم التي تنطلق بالسوء كل يوم، ثم لا يحاسبهم أحد، بل لا يطالب أحد بأن يعاقبوا ولعل البعض يبررون لهم هذا السوء ويعتذرون عنهم، وما لم يوقف هذا السوء فالمجتمع كله سيتضرر فهل نوقفه. هذا ما نرجو والله ولي التوفيق ص.ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407047 [email protected]