ي التصنيف التلفزيوني لأوقات الذروة التي تتركز فيها أفضل البرامج وترتفع فيها نسبة المشاهدة وتزيد فيها الإعلانات لا تعتبر الأوقات الصباحية ضمن هذا الوقت والذي يمتد إما من السابعة مساء إلى العاشرة أو من الثامنة إلى الحادية عشرة مساء. وربما يأتي الإهمال للبرامج الصباحية بناء على الاعتقاد أن كل الناس منهمكون في أعمالهم ولا وقت لديهم لمشاهدة البرامج، بل هو وقت لإعادة البرامج التي سبق بثها، مع أن فئة من أهم فئات المجتمع تتابع البرامج الصباحية وهي فئة الأمهات وربات البيوت وبرغم من وجود برامج تخاطب هذه الفئة الأهم في المجتمع، إلا أنها تخاطبها ضمن نمط تقليدي وأدوار تقليدية تحصر المرأة بين الأسرة، الطعام، الموضة، الأثاث والبرامج من هذا النوع تبقي المرأة فريسة الضحالة الفكرية والتربوية تدور في فلك مغلق دون تأثير على حركة المجتمع!! وقد انتبه الأمريكان الى خطورة تأثير ربة البيت على صناعة وتوجيه الرأي فخصصوا في الدعاية للانتخابات الرئاسية رسائل موجهة لها تبث صباحا لكسب تأييدها وتأثيرها على عائلتها لصالح هذا المرشح أو ذاك، وهم بذلك حققوا رؤية شاعرنا العربي: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا، وفهموا أن كسب الأم والمرأة إلى صف قضية معينة يؤهلها للفوز. وفي الوقت الذي تتزايد فيه أهمية الإعلام بحيث لم يعد سلطة رابعة، بل مؤثرا متقدما على جميع السلطات، وفي مجال الأسرة تحديدا يعرف بحسب علماء التربية بالوالد الثالث أو الوالد الأول في بعض الحالات التي تغيب فيها التربية والرقابة الأبوية. وما زلنا نرى أن البرامج الموجهة للنساء والأمهات تحديدا لا تعطيهن الوجبة اليومية اللازمة من المعروف من المجتمع والعالم بالضرورة والتي تمكنهن من الإلمام بالتطورات المتسارعة مع انشغالهن بالأسرة، بحيث تبقى الأم مثقفة وعلى دراية حتى لو كانت تطبخ أو تغسل، فالتي تسع قلبين في جوفها وهي حامل تستطيع أن تسع وتستوعب أمورا عدة في وقت واحد، وهي عقل وقلب وجسد وكلها بحاجة إلى تغذية وإشباع حتى تقوم بدورها على أكمل وجه. إن على منتجي البرامج الأسرية أن يستطلعوا احتياجات المرأة والأم فيقدموا لهن ما يردنه ويحتجنه لا ما تريده القناة أو المقدم أو شركة الإعلان، فليس من المعقول أن يتحدث البرنامج عن النهوض بالمرأة ثم يأتي إعلان لامرأة تروج للعلكة أو إطارات السيارات. في لقاء مع الإعلامية الأمريكية المشهورة أوبرا وينفري سئلت عن أفضل الحلقات التي قدمتها فأجابت كانت حلقة مع أمهات أمضين حياتهن في تربية أبنائهن ولما سألت إحداهن: ماذا تعملين؟ أجابت: أنا أم بدوام كامل ووظيفة دائمة أي أن وظيفة الأم تمتد ل24 ساعة و7 أيام في الأسبوع و30 يوما في الشهر و365 يوما في السنة، فاستحقت إجابتها تصفيقا من الحضور لم يحظ به أشهر المشاهير الذين حلوا ضيوفا على البرنامج. برامج الأسرة الصباحية مهمة كنشرة الأخبار والتحليلات السياسية والاقتصادية وأهميتها من أهمية الفئة التي تخاطبها.