قلت هنا فيما سبق حينما يسعى الكاتب جاداً لملامسة الكثير من هموم جدة مع أمانتها ، يحاول جاداً أن يكون ممن يسهمون ولو بكلمة تسهم في تلافي كثير من السلبيات التي تعج بها جدة بالأمس و اليوم وقد تطول إلى مابعد الغد ، إذا لايكاد أهالي جدة يلمسون بوادر إيجابية تجعل الأهالي يتنفسون الصعداء ويستبشرون بمستقبل أكثر إشراقا ، حتى يجدوا ذلك مع مرور الأيام كان حلما ولا أكثر ، حيث صورت جدة وكأنها المدينة الوحيدة التي تقع على شاطئ البحر فتحرم منه وتحرم من بنى تحتية كان يجب ان تكون قائمة منذ عقود ، وبما انها تقع على شاطئ البحر الأحمر فعلينا أن نصمت إذا رأيناها تطفع على بحر صنعناه بضعف إرادتنا ، ولا اريد اليوم هنا ان اعرج على تلك الجوانب التي احسبها ( إستراتيجية ) تتطلب جهودا واضحة من خلال خطط مدروسة تستهدف أجيالاً قادمة لا دورات قائمة ، لأجدني اليوم وغيري من أهالي جدة بدلاُ من ان نطالب بالإنجازات المواكبة في احوج ما نكون للمطالبة بالمحافظة على الواقع وإن كان دون المأمول ، حيث اصبحنا نرى وسط زحام في حركة السير وقلة المواقف للسيارت مواقف تستغل من قبل ملاك المنشآت في مجالات أخرى ، وحدائق عامة تختفي في وضح النهار ، ومساحات كنا نعتقد انها متنفس للأهالي ومرافق للخدمات تبتر وتعرض للبيع مجددا أو للتأجير، مردم النفايات يتحول إلى كابوس والأمانة تعالج الأوضاع على طريقة ( داوني بالتي كانت هي الداء ) حتى التراخيص للبناء والمنشآت اصبحت تمنح بمعايير فيها من اللغط الشيء الكثير ، الشيء المؤلم ان هنالك شوارع كثيرة بحاجة إلى إعادة ترميم ومع ذلك نجد الأمانة وبصور ملحوظة تقوم بإزالة ارصفة وتحديث شوارع اصلا لا تحتاج إلى إعادة ترميم ، لا اريد هنا أن اعرج على مضامين اكثر من (80) مقالا كتبتها خلال ربع قرن عن جدة آمال وتطلعات مع امانتها التي لازالت ( مكانك سر ) حيث أن جدة لاتخرج من موسم إلا وتدخل في آخر تحتضن خلالها ملايين المصطافين من داخل المملكة وخارجها ، مما سيشكل عبئاً كبيراً على المرافق المتهالكة أصلاً. الآن معظم شوارع جدة أشبه بالبحيرات المائية والحفر واختفاء الارصفة ، ومما لاشك فيه ان وزارة المياة تشارك في هذه المأساة بحكم غياب آلية المتابعة الجادة من قبل الأمانة او شركة المياة، والشواهد اكثر من أن تحصى ، وهنالك شوارع تكاد الأمانة تعالجها في العام ثلاث او اربع مرات ، ومرد ذلك إلى سوء التنفيذ من جهة وتكرار الأسباب دون محاسبة من جهة ، وكأن هنالك من يعبث بشوارعنا كي يستفيد آخرون ،أيضا وبالمناسبة فكما سبق وأن أشرت قبل خمس سنوات إلى حديقة كانت متنفساً للأهالي في حي البوادي شمال شارع صاري وعلى شارع ( الخطيب التبريزي ) وبجوار مسجد نور الإيمان ، لنجدها آنذاك بين عشية وضحاها ارض جرداء لم لا ادري ، وحذرت يومها من ان هنالك مشروع اختطاف للحديقة ونوهت بعد ثلاث سنوات أنه تبين انه قد تم تأجير نصفها استثمار كمحطة محروقات وبقي نصفها الآخر مجمعاً لمخلفات إنشاء المحطة دون اكتراث والأمانة لازالت تغرد خارج السرب وقلت يومها أننا نخشى بعد غد أن نجد شوارع الخدمة خارج الخدمة بحجة الاستثمار ، والغير مدروس والذي لا يرعى أبسط متطلبات المدن العصرية. الحقيقة المرة أن من يتابع ذلك قد تتجاذبه اسئلة محرجة لكنها مهمة ، هل المسؤولون بالأمانة يرتادون نفس شوارعنا أم لهم شوارع خلفية تفصل بينهم وبين واقعنا المر الأليم والطامة الكبرى اننا هذه الايام نشاهد إقامة عمائر سكنية في جزء كبير مما تبقى من الحديقة فهل الحديقة مستثمرة أم بيعت أم ماذا . وهل يعقل خمس سنوات لاتتجاوب الأمانة ؟! هذا وبالله التوفيق جدة ص ب 8894 فاكس 6917993