قبل أكثر من عامين كتبت ثلاث مقالات متعاقبة تحت عنوان (جدة لا تشبه طوكيو يا معالي الأمين) لامست خلالها الكثير من هموم جدة مع امانتها، إذا لا يكاد أهالي جدة اليوم يلمسون بوادر إيجابية تجعل الأهالي يتنفسون الصعداء ويستبشرون بمستقبل أكثر إشراقا، حيث صورت جدة وكأنها المدينة الوحيدة التي تقع على شاطئ البحر فتحرم منه وتحرم من بنى تحتية كان يجب ان تكون قائمة منذ عقود، ولا اريد اليوم هنا ان اعرج على تلك الجوانب التي احسبها (استراتيجية) تتطلب جهودا واضحة من خلال خطط مدروسة تستهدف أجيالا قادمة لا دورات قائمة، لأجدني اليوم وغيري من أهالي جدة بدلا من ان نطالب بالإنجازات المواكبة احوج ما نكون للمطالبة بالمحافظة على الواقع وإن كان دون المأمول، حيث اصبحنا نرى وسط زحام في حركة السير وقلة المواقف للسيارت مواقف تستغل من قبل ملاك المنشآت في مجالات أخرى، وحدائق عامة تختفي في وضح النهار، ومساحات كنا نعتقد انها متنفس للأهالي ومرافق للخدمات تبتر وتعرض للبيع مجددا او للتأجير، مردم النفايات يتحول إلى كابوس والأمانة تعالج الأوضاع على طريقة (داوني بالتي هي الداء) حتى التراخيص للبناء والمنشآت اصبحت تمنح بمعايير فيها من اللغط الشيء الكثير، وجاءت الطامة حيث تئن جدة هذه الأيام تحت طفح المجاري بشكل غير مسبوق يهدد بالغرق وتشويه الصورة سيما وأن جدة مقبلة على موسم صيفي ستحتضن خلاله ملايين المصطافين من داخل المملكة وخارجها، مما سيشكل عبئا كبيرا على المرافق المتهالكة أصلا، أيضا وبالمناسبة فكما سبق أن أشرت قبل ثلاث سنوات إلى حديقة كانت متنفسا للأهالي في حي البوادي شمال شارع صاري وعلى شارع (الخطيب التبريزي) وبجوار مسجد نور الإيمان، لنجدها آنذاك بين عشية وضحاها ارضا جرداء، لمن؟ لا ادري، وقد تبين هذه الايام أنه تم تأجير نصفها استثمارا كمحطة محروقات وبقي نصفها الآخر مجمعا لمخلفات إنشاء المحطة دون اكتراث، حقيقة مرة وواقع أمر والأمانة مازالت تغرد خارج السرب ونخشى بعد غد ان نجد شوارع الخدمة خارج الخدمة بحجة الاستثمار، وغير المدروس والذي لا يرعي أبسط متطلبات المدن العصرية. جدة ص ب 8894 فاكس 6917993