كشفت دراسة أجراها المركز الثقافي للطفولة في مناطق مختلفة في دولة قطر أن 63% من الأطفال يفضلون التلفزيون على القراءة وأن 35% يعتقدون أن القراءة مضيعة للوقت وأن 38% يشعرون بالملل فور قراءتهم للكتب وأن 29% لا يحبون القراءة ولا يستمتعون بها وأن 32% لا يحبون اقتناء الكتب! كما كشفت الدراسة أن 25% من الأقلية القارئة يفضلون قراءة المجلات وأن 23% منهم يفضلون كتب الغموض، هناك دراسات عالمية كشفت أن أغلب الطلاب الشباب في مختلف دول العالم قد أقلعوا عن المذاكرة الورقية وانتشرت بينهم المذاكرة الالكترونية عبر صفحات التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر، أما الكبار في كثير من دول العالم فقد شغلتهم أعباء الحياة عن قراءة الكتب واكتفى أغلبهم بقراءة الجرائد فقط لا غير إلى درجة أن الكتب البيضاء، التي يحتوي ظاهرها على عناوين جذابة مثل "كيف تحلّ كل مشاكلك الزوجية" بينما يحتوي باطنها على صفحات بيضاء خالية، قد أصبحت من أكثر الكتب مبيعًا في العالم لأن أغلب الكبار الذين لا يحبون القراءة صاروا يشترونها ويتهادونها على سبيل السخرية من أنفسهم ومن بعضهم البعض! في إحدى حلقات المسابقات المدرسية ، فشل جميع أفراد الفريقين المتنافسين في التوصل لأغلب الإجابات الصحيحة، طالب واحد فقط كان يجيب بسرعة وبشكل صحيح وأحرز وحده الفوز لفريقه الذي كان يتفرّج مبهورًا على عزفه المعلوماتي المنفرد، وعندما سألته مقدمة البرنامج عن سر تفوقه حتى يقتدي به التلاميذ الآخرون ردّ قائلاً: إن سر تفوقي يأتي من قراءة الكتب والتشجيع على القراءة من قبل أسرتي، وفي الواقع فإن هذا الرد الصغير يدحض بشكل قاطع مقولة "إن القراءة مضيعة للوقت". من المؤكد أن قراءة الكتب الورقية أو الإلكترونية المتنوعة الموضوعات هي السبيل الوحيد لاكتساب المعرفة التي تشكل ميزة لا يستهان بها للإنسان المعاصر فالمعرفة قوة تقود الأفراد والمجتمعات إلى التقدم المعرفي، والجميع بدون استثناء يحتاجون إلى القراءة المتواصلة من أجل التفوق الشخصي والنجاح في اختبارات المقدرات واختبارات الحياة اليومية ومواكبة التطوّر اليومي الذي يحدث في كافة مجالات المعرفة. أخيرًا المكتبة الحديثة يجب أن تنتقل إلى الصغار والكبار في بيوتهم في ظل الواقع الراهن الذي يشهد عزوفًا واسع النطاق عن قراءة الكتاب الورقي، وغني عن القول إن القراءة أيًا كانت وسيلتها كانت وستظل دائمًا هي الأوكسجين الذي يتنفسه الدماغ البشري وهي التمرين الفكري الوحيد الذي يقوي الخلايا الرمادية في الدماغ ويمكن الإنسان من الإبداع والتفوّق في أي مجال وفي أي وقت مهما بلغ حجم التحديات الواقعية. كاتب قطري