في لحظات تاريخية حول العالم العربي هذه الايام ومانعيشه من تقلبات وانقلابات وثورات والتزامات ووعود اتمنى ألا تكون تصم الاذان وتغيب الاحلام .رأينا المشهد السياسي الحالي في مصر ,فمن الحقائق التي نقفلها إعجابا وتعجبا (في نفس الوقت) خاصة ما يجعلنا نعجب هو نجاح الثورة ولو بشكل يسير خاصة وانها لم تشبع رغبة الكثير من السياسيين المصريين ولكن لنقل انهم انجزوا تغييرا جيدا والشيء الذي يجعلنا نتعجب هو خروج من كان في السجن ليصبح هو رئيسا للشعب المصري. العجيب ان هناك الكثير من مجتمعنا من كان يساند نجاح مرسي ولا اعلم ما السبب في دعمهم في مجالسهم الصغيرة التي حولوها الى مجلس نواب للمشاركة باصواتهم في اختيار مرسي، ولكن لابد ان يعلم الجميع بانه حتى وان كان من حزب الاخوان المسلمين فهذا لا يعني بانه لن يتخلى عن مبادئ هذا الحزب، لان السياسة ستفرض عليه تخليه عن الكثير من المبادئ التي اركنوها لانفسهم لان مسرح السياسة ليس كمجلس لتداول الحديث ، ولو افترضنا ان النجاح الباهر في قيادته لدفة مصر والعمل الذي يندد بإنجازه سينجح، لا اعتقد بأنه سيجعله يغير من الوضع الراهن في ليلة وضحاها . انا اقدر الكثير من السياسيين الذين يستطيعون قيادة بلادهم بفكر سياسي محنك الى بر الامان وتحقيق العدالة والمساواة ولكن لا يقودها بعاطفة( اخونجية) تقود مصر الحبيبة الى مهالك لا يمكن تفاديها . خطاب الرئيس مرسي كان جميلا ولكن عليه ان يحترز عند طرحه خطاباته لان السياسة تعتمد في شكلها ومضمونها على مايقوله الرئيس من خطابات سياسية والتي قسمت الى اربع حالات هي الخطاب الداخلي الضيق والمحلي والاقليمي والعالمي فعندما يود ان يلقي خطاباته عليه الا يقحم دولته وشعبه بسبب عبارات قد لا يهدف منها بشيء ولكن خانته العبارات التي يختارها ، ايضا لابد ان يجعل له قبولا اكثر لدى المحيط الاقليمي والعالمي . ان السياسة ابعد ما تكون عن الشعارات الجوفاء ، لانه ستحين اللحظة التي تسدل فيها الستار عن الاقوال المكذوبة .نتمنى لمصر عودا لحياة افضل . @btihani اكاديمي وكاتب صحفي