الفساد هو التحول من حالة صحية إلى حالة مرضية أو من حالة وجود، إلى عدم وتلف، بسبب عناصر ملوثة ضارة، طارئة عليه. وقد تعني مفردة الفساد في اللغة العربية البطلان والاضمحلال والتلف والتحلل. كما قد تفيد معاني أخرى بحسب الموقع الذي تحتله في سياق الكلام. أما معجم أوكسفورد الإنجليزي فيعرف الفساد بأنه "انحراف أو تدمير النزاهة في أداء الوظائف العامة، من خلال الرشوة والمحاباة". وفي متداولنا الشعبي، يرتبط مصطلح الفساد والفاسد والفاسدة في الغالب بمعنى واحد هو الزنا. أما الفساد بمعناه الاقتصادي والسياسي والأخلاقي، فيعرفه المتداول اليومي بجملة من التعابير وتقنية تحليل المضمون تنبئك بما تخفي الكلمات من مرارة وحقد وشعور بالغيظ والاحتقان على المفسدين. إلا أن مفهوم الفساد في القرآن الكريم جاء على عدة صور ومعان متباينة ومفاهيم مختلفة ومتغايرة، شملت كافة جوانب مجالات الحياة البشرية الدينية منها والدنيوية. أذكر منها: الشرك بالله عز وجل والنفاق والغش في الكيل والميزان وتبخيس الناس أشياءهم والإيقاع بين الناس وإشعال الفتن والحروب والسرقة وأكل أموال الناس بالباطل وقتل النفس بغير حق وسائر الفواحش والمنكرات والحرابة: الخروج على الناس وقطع الطريق عليهم بالسلاح وسرقتهم والحكم بغير ما أنزل الله وإغلاق مساجد الله ومنع الناس عنها والسحر والشعوذة. إن الربا والرشوة والقمار والخمر والمخدرات وشهادة الزور- وأعظمها تغيير إرادة الشعب وقراراته - والظلم والطغيان والاستبداد والكذب والحسد والنميمة وخيانة الأمانة وكل عصيان لأوامر الله وإتيان لنواهيه، فساد وفسق وكفر والآيات الكريمة الواردة بهذه المعاني أكثر من أن تذكر في هذا المقال.