الانتماء هو الإحساس بحب الوطن وبالرغبة الشديدة للدفاع والذود عنه بكل ما أتي الإنسان من قوة، ولهذه الكلمة عند الشعب الفلسطيني خصوصيتها التي لا يعرف معناها الحقيقي إلا من أُحتل وطنه أو أُجبر على تركه رغماً عن أنفه، والانتماء للوطن وحب فلسطين وهو انتماء فطري لدى أبناء الشعب الفلسطيني لأنه مجبول بدمه ويسري في عروقه نابع من صميم القلوب التي عانت وما زالت تعاني ألم وجرح النكبة، من هذا الجرح النازف انطلقت فكرة الحملة الوطنية للحفاظ على الهوية الفلسطينية (انتماء) التي كانت في بداياتها رداً وتحدياً واضحاً لقرار الكنيست الصهيوني الذي أقر ما سمي بقانون بالنكبة، والذي نص على أن أي مؤسسة أو جمعية تطلق فعاليات لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية، يتم سحب تمويلها أو تقليص ميزانيتها، بعد موافقة النائب العام ووزير المالية"، وكذلك كانت حملة "انتماء" رداً على دور وكالة الأونروا في طمس الذاكرة الفلسطينية، من خلال وقف تدريس تاريخ فلسطين وجغرافيتها، في الوقت الذي أقرت تدريس الهلوكوست في مدارسها". انتماء هي ترجمة حقيقية لتعزيز انتماء الشعب الفلسطيني وبعث النبض في حب الوطن والانتماء إليه لأن الانتماء عنده يعني تحرير كامل تراب فلسطين ونيل الحرية والاستقلال وعودة كافة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم التي طردوا منها عام 1948. سعت حملة انتماء التي أطلقت فكرتها عام 2010 والتي تنظّم للعام الثالث على التوالي، والتي شارك فيها عام 2011 أكثر من 50 مؤسسة أما هذا العام فقد تجاوز عددهم المائة وعشرين مؤسسة، إلى تعزيز الشعور الوطني في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في مختلف أماكن وجودهم داخل وخارج فلسطين، وتفعيل الدور الشعبي الفلسطيني وإبراز تمسكه بحقوقه التاريخية وعلى رأسها حق العودة، وإنعاش الذاكرة الجمعية والحفاظ على الهوية الفلسطينية، معتمدة كافة الوسائل لتعزيز هذا الانتماء من رفع للعلم الفلسطيني طوال شهر أيار شهر ذكرى النكبة، وارتداء اللباس التراثي الفلسطيني وكل ما يرمز لفلسطين مثل الكوفية والوشاح الفلسطينية، ونشر الملصقات والمواد الدعائية والتراثية الفلسطينية في الأماكن العامة، وكتابة المقالات والتقارير الصحفية ونشرها في الوسائل الإعلامية، وإطلاق صفحات الكترونية لنشر الفكرة على الانترنت، وتنظيم الحملات الإعلامية والثقافية في أوساط اللاجئين الفلسطينيين، وكذلك المشاركة في مسيرات واعتصامات في ذكرى النكبة. وأخيرا يمكن القول: إن المشاركة بحملة انتماء هو ليس من قبيل الترف واطلاق الشعارات الرنانة وإثبات الوجود على الساحة الفلسطينية، وإنما تأتي المشاركة الفاعلة بهذه الحملة كتعبير حقيقي عن تمسكنا بحقنا بأرض فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر وإرسال رسالة للعالم أجمع بأن هناك شعبا فلسطينيا مشردا في أصقاع الأرض الأربعة متمسك بأرضه وهويته الفلسطينية صحيح أن الكبار يموتون ولكن الصغار أكثر تمسكاً وإصراراً على العودة إلى أرضهم وتحريرها من براثن العدو الغاصب.