توقع أحدث التقارير الواردة من اليمن تزايدا كبيرا لأعداد النازحين من محافظة أبين الجنوبية الى المحافظات المجاورة هربا من سعير المواجهات الدائرة بين القوات الحكومية ومسلحين ينتمون الى تنظيم القاعدة وجماعات اخرى متشددة متحالفة معها.يأتى هذا في وقت لايزال اليمن يرزح تحت وطأة أزمة معيشية طاحنة تعود أسبابها في الغالب لسنوات سابقة عدة حيث كانت ست جولات من الحرب بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين شمال البلاد خلفت وراءها مايزيد على مائتين وخمسين الف نازح.كما أن الاقتصاد اليمني يعاني في الأساس صعوبات شتى جراء تضاؤل موارده وتضاعف احتياجات سكانه الستة وعشرين مليونا. ويعتقد البعض ان تردي الاحوال المعيشية لهذا البلد كان في مقدمة اسباب الانتفاضة الشعبية التى شهدها اليمن العام الماضي فيما يرى آخرون ان احداث هذه الثورة الحقت هي الأخرى أضرارا بالغة باقتصاد البلاد. ووفقا لتقارير منظمات دولية متخصصة فإن الأطفال هم الضحية الأكثر تضررا من هذه الأوضاع خصوصا في مناطق الساحل الغربي حيث يعاني اكثر من 31 في المئة من أمراض سوء التغذية بحسب ما ذكره محمد الأسعدي مسؤول الإعلام في منظمة اليونسيف. وأخطر الأمراض هو غياب النمو الطبيعي لأجسام الأطفال مع مايترتب عليه من تشوهات وفقر في الدم وقصر في القامة وعجز عن مقاومة الأمراض وضعف بدني عام. المعاناة تمتد كذلك إلى الأمهات اللاتي يفتقرن الى الغذاء الكافي والرعاية الصحية المناسبة. أما مديرة منظمة أوكسفام في اليمن، كوليت فيرون فقالت في رسالة نشرتها مجلة الفايننشال تايمز البريطانية " إن اليمن يعد اكثر الدول العربية فقرا، ويعيش أزمة جوع شديدة، حيث وصلت معدلات سوء التغذية في بعض المناطق إلى نسب مقاربة لمناطق في الصومال".وأضافت فيرون في رسالتها " هناك 10 ملايين شخص في اليمن لا يتوفر لهم الغذاء الكافي، بينهم 5 ملايين يشكلون ربع السكان، بحاجة إلى تقديم مساعدة عاجلة، مشيرة إلى أن هناك ارتفاعا في معدل الزواج المبكر، حيث تعمد العائلات إلى تزويج بناتها في سن مبكرة للتخفيف من وطأة الأزمة".كان البنك الدولي قد أشار منذ أشهر فقط الى أن مايزيد عن سبعة ملايين ونصف المليون من سكان اليمن لا يجدون ما يكفيهم من الطعام الاّ أن ثمة زيادة في عدد المضررين من أزمة الغذاء وإرتفاع أسعاره تقدر بنحو مليونان ونصف المليون شخص. كما كان بعض الهيئات الدولية وضع اليمن في المرتبة الثالثة بين أكثر دول العالم معاناة من سوء التغذية الآ أن ممثلا عن منظمة يونسيف في اليمن قال إنها اليوم في المرتبة الثانية بعد أفغانستان. وأقر المبعوث الدولي الى هذا البلد جمال بن عمر بصعوبة الوضع الإنساني الراهن مشيرا الى استمرار الأممالمتحدة في دعم المحتاجين من السكان بالغذاء. إلا أنه اعتبر أن التقدم في العملية السياسية الجارية ربما يمثل مفتاحا للخروج من هذا المأزق.