الحالة الفلسطينية ليست على ما يرام ؟! هل ليست على ما يرام في مواجهة الاحتلال؟! وهي ليست على ما يرام في العلاقات الداخلية البينية! وهي ليست على ما يرام في التعامل مع القضايا الوطنية القومية! القضايا القومية لم تعد قومية في كثير من الأحيان!! القضايا القومية إطار التقزيم الحزبي! الحزبية (سَخَطَت) القومية. مظاهر التقزيم والسخط لها أشكال مختلفة. القرود تعرضت كما يقول الفلكلور الشعبي إلى عملية سخط إلهي لأنه داس على النعمة! قضايا الوطن القومية تتعرض لعملية سخط حزبي لأن الحزبية تدوس على نِعم الوطن! الحالة الفلسطينية ليست على ما يرام. الأسرى يخوضون إضرابًا مفتوحًا عن الطعام. في الإضراب لا فرق بين أسير وأسير. الإضراب قاس على النفس وعلى البدن وعلى الجميع أيضًا. الهدف من الإضراب ليس تعذيب النفس والبدن وإنما لخدمة الكرامة والنفس والحقوق عامة. وهذا يتطلب تكاثف الكل من أجل إنجاح الإضراب بنسبة مائة في المائة. وهذا لا يكون إلا بموقف واحد من إدارة السجن ومن الشاباك. الحالة الفلسطينية ليست على ما يرام، فقد ذكرت هآرتس أن عشرات فقط من المتظاهرين بقوا في التظاهرة التي نظمت قرب سجن (عوفر)، القريب من (بيتونيا) غرب رام الله؟! هذا العدد القليل يشير إلى ضعف المشاركة الشعبية في رام الله. تقول الصحيفة إن أسرى فتح لم يشاركوا في الإضراب، وعليه ليس من المتوقع أن تشارك عائلاتهم في التظاهرات، بينما أبناؤهم لا يشاركون في الإضراب عن الطعام!! ما تقوله هآرتس، هو ما نقوله على أن الحالة الفلسطينية ليست على ما يرام، حتى في القضايا القومية. يجدر بالفلسطيني عزل المناكفات السياسية والإعلامية عن القضايا القومية، حتى لا تشمت هآرتس، وحتى لا نغري الشاباك بالإيقاع بالأسرى وإفشال إضرابهم. الحالة الفلسطينية ليست على ما يرام، حيث لا يوجد فلسطينيًا دائرة عمل مشترك تجمع الفصائل والسلطة على هدف تدويل إضراب الأسرى، وجلب ضغوط دولية وإقليمية على حكومة الاحتلال. الحالة الفلسطينية ليست على ما يرام لا في القضايا القومية، ولا في القضايا الحزبية، وما أشرت إليه قليل من كثير يمكن الحديث فيه، ومع ذلك نناشد الجميع بالفصل بين القضايا القومية والقضايا الحزبية، والعمل معًا على تدويل ملف الأسرى.