يوم الثلاثاء الماضي احتفل في رام الله بعيد العمال. موظفو السلطة الفلسطينية لم يعملوا في ذاك اليوم. في بلدة بيتونيا غربي رام الله خطط في ساعات الظهيرة لمظاهرة قرب الحاجز الذي يحاذي منشأة الاعتقال في معسكر عوفر. وخطط المنظمون للسير نحو السجن، تضامنًا مع الاضراب عن الطعام لنحو 1.300 سجين أمني في السجون في إسرائيل. ظاهرا، امكانيات اشتعال حدث من هذا النوع عالية، وفي الماضي كان يمكن حتى أن نصفها بانها «عالية جدا». كان يمكن توقع جمهور من بضع مئات، بل وربما حتى آلاف، في ضوء الكفاح الذي يقوده السجناء ضد السلطات الإسرائيلية. ولكن بعد نحو نصف ساعة من المظاهرة بدا في الميدان بضع عشرات الاشخاص فقط، وليس أكثر. يحتمل أن يكون أحد التفسيرات لعدم مشاركة الجماهير في مظاهرات التضامن مع السجناء، يكمن في حقيقة أنه حتى الان لم يكن سجناء فتح جزءا من الاضراب عن الطعام. حتى بداية الاسبوع، شارك في الاضراب فقط سجناء حماس، الجهاد الاسلامي والجبهات، بينما معظم السجناء في إسرائيل هم رجال فتح. يحتمل أن يكون انضمام بضعة الاف آخرين من رجال فتح إلى كفاح باقي السجناء سيغير أيضا الاحاسيس في الشارع. فمن الصعب تصور عائلات السجناء تخرج إلى التظاهر في الشوارع بينما أبناؤهم لا يشاركون على الاطلاق في الاضراب. من الصعب القول اذا كان للانقسام بين فتح وحماس دور في انعدام مشاركة الجمهور في المظاهرات. مسؤول فلسطينيي كبير قال ل «هآرتس» ان كل مساعي الوساطة بين الطرفين توقفت وان المصالحة ليست واقعية في هذه المرحلة. في هذه الاثناء حماس ومشعل ينشغلان بشكل عام في الحروب الداخلية للسيطرة في المنظمة. والجمهور الفلسطيني يقظ لما يجري من جدالات داخلية في حماس، ويبدو أن الامر يؤثر ايضا في المكانة الجماهيرية الآخذة بالضعف للمنظمة. في الانتخابات الاخيرة لاتحادات الطلبة في معظم الجامعات والكليات في الضفة، فازت فتح بأغلبية اكثر من 50 في المائة. ومع أن حماس فازت بتأييد ذي مغزى ولكنها لم تنجح في الفوز في اي انتخابات.