سنة كاملة بأشهرها وأيامها مرت على توقيع الفصائل الفلسطينية على اتفاقية المصالحة في العاصمة المصرية، وثلاثة شهور مضى على اتفاق الدوحة بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي خالد مشعل، والوضع من المصالحة ووحدة الصف الفلسطيني كما هو، وليس هناك أي تقدم أو إنجاز_يستحق الذكر_ يمكن للفصائل أن تقدمه للشعب الفلسطيني. يتساءل البعض بكثير من التعجب والاستغراب؛ لماذا يقبل الكثير من شبابنا على متابعة الدوري الإسباني، ويهتم لأمر فريق برشلونة أو ريال مدريد، أو لماذا ينجذب إلى المسلسلات التركية ويجعل منها شغله الشاغل، ولكن المتفحص للأوضاع الداخلية يجد جزءاً ولو يسيرا من الإجابة، فالجماهير ملت الحديث عن المصالحة والانقسام، ولم يعد يهمها " دوري المناكفات" بين الفرق الفلسطينية وكلاسيكو فتح وحماس،وخصوصاً أن عملية السلام مع الاحتلال الصهيوني اصطدمت بصخرة نتنياهو وما فيها من استيطان وتهويد، وأن المقاومة ضده اصطدمت بصخرة التهدئة أملا بفك الحصار عن قطاع غزة وإعادة اعماره، والتماشي مع الضغوط المصرية التي تلح على تمسك الفصائل المقاومة بالتهدئة إلى حين إيجاد الحلول " المناسبة"، فلا " سلام" متحقق ولا مقاومة موجودة وليس هناك من علامات للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. تظن القيادات الفلسطينية بأن مجرد ظهورها على وسائل الإعلام وتقديم مبرراتها لفشل المصالحة وتحميل الطرف الآخر المسؤولية بأنها أدت ما عليها ويمكنها النوم ملء جفونها، ولكنها لا تكلف نفسها عناء التفكر والتساؤل؛ من استمع لما قلناه، ومن اقتنع بما قدمناه؟ فقط هم المحللون والمراقبون وبعض الأنصار ممن لديهم الوقت للمتابعة دون كلل، أما الشعب فلسان حاله يقول: نسمع جعجعة ولا نرى طحناً؛ شعبنا بحاجة إلى وحدة حقيقية وخطوات عملية لما اتفق عليه في القاهرة وتم التأكيد عليه في الدوحة، فهل تملك القيادة الفلسطينية أن تقدم له الطحين بعد كل هذا الضجيج؟. خلاصة القول فإن المطلوب من القيادات الفلسطينية أن تتحمل المسؤولية بكل شجاعة ولا تتقاذفها، ولا نريد أن يتحول اتفاق القاهرة أو إعلان الدوحة إلى ذكرى سنوية لإحياء الانقسام والخصام أو مناسبة لجلد الذات، بل نريده يوما للاحتفال بالوحدة الوطنية والاستقرار الداخلي، فهل من مجيب؟.