بدايةً أعتذر من الجميع وخاصة من قلمي حيث تأخرت أسبوعاً لم أنشر أو أكتب أي شيء نظراً لأني كنت أتمتع بإجازة أوقفت فيها أي شيء يجعلني أفكر أو أشتغل. لم ولن أكتب عن متعة ما قضيته إنما سأكتب عما شاهدته حيث توجهت إلى (دبي..دار الحي) قضيت بها 8 أيام ممتعة وهي زيارتي الثانية لها منذ ثماني سنوات ولكن ما شاهدته فيها جعلني أقف غيرةً واحتراماً لأشياء كثيرة جداً، لذلك أحببت أن أجعل عنوان المقال (وقفات) وهو أيضاً فكرة برنامج قمت بإعداده وتقديمه للتلفزيون. وقفة للمطار..بوابة أي مدينة، يستقبل أعداداً مهولة من الطائرات والبشر القادمين للعمل والسياحة ولأي مآرب أخرى. فوجدت مطاراً يقف له الشخص احتراماً "يعان فيه المرء ولا يهان" علماً بأني أقلعت من مطار مدينة جدة وللقارئ تخيل الفرق بين المطارين على الرغم من أن مطار جدة من أهم المطارات في العالم. وقفة للاستقبال..بشاشة وجه وكلمات ترحيبية وابتسامات متبادلة للزائرين. وقفة للنظام..احترام خارق من الجميع للنظام حيث لا تفرقه بين الأبيض والأسود والإماراتي والوافد الجميع سواسية شعارهم (لا للعنصرية). وقفة لنظام النقل..منظومة متكاملة من النقل بين العام والخاص، وأسعارها في متناول اليد. وقفة لمترو دبي..على الرغم من مرور 3 سنوات على افتتاحه إلا أنه من الداخل وكأنه تم افتتاحه "أمس" من الرقي في النظافة والبرودة والرائحة الزكية. لايوجد به كتابات لذكريات. وقفة للخط الأصفر..لايمكن لشخص الاعتداء عليه. وقفة لنظام ساهر..الكاميرات أمام أعين الجميع لا يتم تخبأتها خلف الشجر أو داخل (القمائم) أعزكم الله، ويوجد لوحات إرشادية تدل على السرعة مكتوب عليها(السرعه المحددة 120 كم وسيلتقطك الرادار على سرعة 140كم أو 80 كم) لله درهم. وقفة للطرق..لم أقع في أي حفرة بل لم أشاهد أي حفرة. وقفة لاحترام المشاة..لهم الأفضلية على المركبات ولم أسمع صوت إزعاج"البواري" سوى "بوري" سيارتي. وقفة لذوي الاحتياجات الخاصة..تجد عند كل إشارة "مزلقان" للمعاقين ومدروس بالزوايا الهندسية والمعايير المناسبة لهم ليست كالتي نشاهدها لدينا "إن وجدت" فإنها تتسبب في إعاقات أخرى للمعاق، وكذلك أزارير التنبيه للصم والعمي. وقفة للسياحة..شيء يفوق الخيال جميع ما تريد ولجميع الاهتمامات واحترام الحجاب حتى في ألعابهم. وقفة للنظافة..لم أرَ قمائم ملقاةه في الشارع، المطاعم على أعلى مستوى من النظافة والرعاية والاهتمام، الحمامات العامة رائحتها كرائحة المستشفيات من المعقمات. وقفة للاستراحة..وأنا في طريقي لأبوظبي توقفت في إحدى الاستراحات التي بالطريق وتمنيت أن لا أخرج منها من جمال ما شاهدته وكأني في داخل إحدى الأسواق الكبيرة. ردهات خاصة بالمطاعم، صرافة، أماكن قهوة، سوبرماركت كبير، مسجد كبير ونظيف، حمامات راقية. وقفة للمساجد..أديت إحدى فروضي بمسجد الشيخ زايد -رحمه الله- فوجدت الحمامات تلمع من النظافة وعلى أرضياتها قطع بلاستيكية لعدم الإنزلاق (على الرغم من عدم وجود بلل على الأرضيات) ورائحتها عنبر، وحينما اقتربت من باب المسجد ظننت أن المسجد فارغ لأني لم أرَ أي (نعال أو جزمة)-أعزكم الله- أمام باب المسجد فذهلت حينما وجدت غرفة خاصة مساحتها تقريباً 6في6 متر بها خزائن (للنعال) أعزكم الله وعلى كل خزانة مفتاح. وقفه للثقافة والوعي..الجميع لديه ثقافة التغير، مجتمع بجميع تخصصاته يمتلك استقبال تلك الثقافة والتعايش معها والتي تندرج تحت علم التخطيط. ولو كتبت لما انتهيت مما شاهدته من جمال وروعة في الإتقان. وأخيراً وقفة احترام وتقدير لدولة الإمارات العربية الشقيقة حكومةً وشعباً وخاصةً لإمارة دبي وعلى رأسهم حاكمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لما يقومون به من احترام وتقدير لزائري مدينة دبي. للتواصل عبر البريد الالكتروني / [email protected] على التويتر : @engwaelab