ليس من الممكن أن تمنع الماء عن التربة وتطلب من الأرض أن تنبت زرعها وتنتج ثمارها وبالتالي تريد أن تحصد أيها المزارع المسكين مازرعته، فهناك تكامل ألغيته في عملية زراعتك وهذا التكامل هو فطرة كونية ولعل ما ينطبق على هذا المثل تخبطات المسؤولين بوزراة التربية والتعليم. دعونا نفند الأمور ونبحث السبب والحل لإرث قديم منذ تكوين الدولة السعودية لم تستطع الوزارة أن تبرهن لنفسها أولاً قبل غيرها بأنها انجزت تغييراً جذرياً يحد من الخلل وينتج مخرجات تعليمية صحيحة. أولاً فلقد قرأت في صحيفة التعليم السعودية تصريحاً لمسؤولين من وزارة التربية رفضهم القاطع الخروج في برامج حوارية تستقبل اتصالات المشاهدين ولا يمكن أن يبرر رفضهم مهما كان السبب إلا الخوف والتخفي من أسئلة تضرب كبد الحقيقة وأنهم مقصرون في عملهم وبالتالي أقول لهم (شكراً لكم لاثباتكم لأنفسكم ضعفكم عندما تخافون الخروج أمام الملأ). لابد أن يفهم المسؤول بأننا أصبحنا في زمن التكنولوجيا التي تسمح لي وأنا قابع في بيتي من تلقي رسالة إلكترونية من معلم للصفوف الثانوية في كاليفورنيا في دقائق معدودة فيخبرني بما يمرون به من تقدم علمي وعملي وتقديم للحقوق ونسف لبراثن الجهل والفساد والاهتمام بالمعلم وحقوقه كثروة إنسانية مهمة لبناء المجتمع وليس أن انتظر من أي مسؤول كلمة (أحمد ربك غيرك عاطل) لا نحتاج لكل هذه العبارات التي تقتل فينا الطموح وتشعرنا بأننا في وضع اقتصادي سيئ يجعلنا نصمت عن حقوقنا فليتك تهتم أيها المسؤول بحقوق المعلم قبل أن تصلك حقوقك وأنت على كرسي الوزارة. وثانياً تتضح رؤية وزير التربية والتعليم جلية في اهتمامه البالغ في تطوير التعليم من خلال إحداث نقلة نوعية في برنامج نور والذي من المفترض بأننا قد عملنا عليه من سنين سابقة ولكن المهم والذي أود أن أورده لمعالي وزير التربية والتعليم وهو الليلة سوف يحل ضيفاً على الإعلامي داوود الشريان لماذا نبني تكنولوجيا على مشاكل أعظم من التطوير؟ نحن تحتاج لحلول قبل التطوير، أي بمعنى خروجنا ببرنامج نور لتسجيل الطلاب ورصد الدرجات واستخراج النتائج، أو البرنامج الذي تسعى الوزارة لتطبيقه وهو (مستعد) والمخول بتقليل الهدر التعليمي وتوفير جهد المعلمين والمعلمات كل هذه الأمور شكلية وتجد المنظومة بأكملها تتخللها الكثير من القضايا. ومن أهم هذه القضايا كيف لنصف مليون معلم أن يبدع ويجتهد وهو يعلم بأن حقوقه مهدرة من بين موظفي الدولة؟ واقصد بذلك بأنه لا يمكن لمسؤول أو موظف أن يحل على مستوى أقل من مستواه أو درجته الوظيفية وأقل ما يعمله المطالبة بحقوقه ويستطيع الحصول عليها ما عدا وزارة التربية والتعليم. لماذا جعلت الوزارة هناك فجوة بينها وبين معلميها بحيث لا يثق أي معلم في وزارته بأن تعطيه حقه حتى على مستوى المشاكل الطلابية؟ الأسئلة كثيرة والعبء ثقيل ويحتاج منكم جهداً أكبر من المتوقع فلن تستطيع أولاً الحصول على مخرجات تضاهي الدول المتقدمة ونحن مازلنا نعاني مشكلة المباني المدرسية التي مازالت بعض المدارس تفتح مسائياً وذلك لقلة المدارس التي تبنيها الوزارة. ولو أردنا أن نوحد المناهج مع دول الخليج كما ورد على لسان سموكم عند توزيع جوائز مكتب التربية والتعليم العربي لدول الخليج وأن الهدف هو توحيد الصفوف للعمل كمنظومة واحدة، فليس عيباً أن تتضافر الجهود والأخذ بخبرات دول صديقة للنهوض بتعليمنا وأنا على يقين بأننا نستطيع أن نحل مشاكلنا قبل أن نتحد مع أية منظومة كانت. كنت وما زلت أرى في وزير التربية والتعليم النظرة المستقبلية الجيدة للرقي بالمعلم والطالب والعملية التعليمية. لذا بناءً على الإمكانات التي منّ الله بها علينا، فإن لدينا أكثر مما وصلنا إليه الآن، فلنرفع رؤوسنا فهناك مكان يليق بنا في انتظارنا. أكاديمي وكاتب صحفي [email protected] @BTIHANI