الانتحار, قد لا يكون ظاهرة في مجتمعنا ولكن من الواضع أن الموجة بدأت تتشكل وبنمط يمكن أن يقرع أجراس الإنذار.قرار أن يضع الإنسان حدا لحياته في مقتبل عمره ليس بسيطا البتة, وقد يعزو البعض الأسباب إلى "ضعف الإيمان" و "الفراغ الروحي" أو "الإدمان" و "المرض النفسي" كما درسنا في مدارسنا حتى أصبحت هذه الاسباب تخرج تلقائيا عند سماعنا عن أية حالة انتحار ولكن برأيي تلك أسباب انتحار من توفرت له الحياة بنعيمها وقرر الرحيل عنها. المجتمعات المتطورة ترى ان هذا القرار أكثر تعقيدا من أن يسطح ويسفه أو ان يمرر دون دراسة وتمحيص حيثياته للوقوف على أسباب اتخاذه للحد من تكرر النمط وعلاج المشكلة عند جذورها. هنا وللأسف النمط واضح وضوح الشمس في حالتي الانتحار بعرعر والقصيم ولا يزال المتهم الأول بالتسبب بهذه الحالات يقف صامتا هناك في الركن دون أن يعقب أو يبرر أو حتى يبرئ نفسه.إلى أي حد وصل سوء الوضع كي يقوم شابان يحملان شهادات صحية بالإقدام على الانتحار في أسبوع واحد فقط. لست اعلم كثيرا عن حال المنتحرين "رحمهما الله" ولكن ما أنا متأكد منه انهما كانا يخططان لحياتهما, فقد درسا وتخصصا وتخرجا وبحثا عن الوظائف فالإنسان الذي يخطط للموت لا يبدد وقته في الدراسة وحضور المحاضرات.. فما الذي حدث؟ برأيي وأنا هنا لا اوجه دعوة للانتحار ولكن أصدقكم القول, عندما أرى "فلبينية" تاخذ مكاني الوظيفي وأنا أتضور جوعا وأرزح تحت أرجل الفقر في وطني لا أظن أن رغبتي في الحياة ستكون كبيرة. نظام السعودة قد يكون موجها للقطاع الخاص على اعتبار أن وظائف الحكومة أولى بها المواطنون, ولكن عندما يبدأ المواطنون بالتضجر الشديد لأن الاجنبي يشغل اماكنهم في الحكومة, ربما أنه حان الوقت لإيقاف الاستقدام على الوظائف الحكومية. twitter:@msarrar