حياتنا مليئة بالأشياء الجميلة,فيها الحب والأشواق, فيها العطاء والإيمان,فيها العلم والبحث, فيها المغامرات والاكتشافات, فيها الهدوء والجنون, وكل إنسان يقرر كيف يعيش,وبما أننا كمسلمين نعرف أننا ما وجدنا إلا لسعادة الدنيا بطاعة الله والعمل الجاد والتمتع بجمال الدنيا, وكذلك سعادة الدار الآخرة إن كتبنا الله من أهل الجنة - اللهم اجعلنا من أهلها -, وهذا يعني أن الكآبة والتعاسة والملل والشقاء هي حالات يختارها الإنسان لنفسه في أغلب الأحيان, لأن كل إنسان بمقدوره تغيير حالته النفسية التي يمر بها بشيء ما يناسبه أو يعجبه ويثير اهتمامه، حتى لو كان يمر بضغط نفسي بسبب موضوع أو آخر. هناك أشخاص لم يتعرفوا على أنفسهم بشكل كافٍ، أو لا يعرفون الطريق إلى ذواتهم, وقد يجهلون كثيراً من خصائص شخصياتهم أو مواهبهم أو حتى ميولاتهم, وقد يكون سبب ذلك ببساطة هو أنهم يعيشون في بيئة لا تناسبهم, لذا فإنه في كثير من الأحيان يكون تغيير المكان أو العلاقات حلاً جذرياً ليكتشف الإنسان نفسه من جديد,حين يعيش الإنسان طفلاً صغيراً يكون قد تربى في حمى شخص يقف خلفه ويحميه حتى يتزوج فيكون تحت تأثير تلك الرعاية ولم ينطلق بشكل كامل,خذ هذه الحالة وقسها على حالات مختلفة بالحياة تسير بنفس الطريقة, وقد يكون الكثير من الأيتام أكثر كفاءة وتحملاً للمسؤولية من غيرهم من غير الأيتام, إن عاشوا في بيئة مناسبة. النجاح والسعادة والراحة أجدها مصطلحات فضفاضة, تحتاج إلى تحديد أكبر, لا تقاس النجاحات بحجم النجاح كان صغيراً أو كبيراً, بل بنوع النجاح وشكله مقارنه بالشخص الذي قدمه ولمن قدم هذا النجاح, وكذلك السعادة والراحة إن لم تحدد بالقناعة والعمل المخلص فإنها ستكون مصطلحات أشبه بالسراب مهما اقتربت منها ابتعدت,وحتى تؤدي دورك الطبيعي في الحياة عليك اكتشاف نفسك أولاً،وقد تحتاج إلى استشارة المختصين، المهم هو أن تعرف نفسك بأفضل الطرق التي تراها مناسبة,ثم البحث عن ميولاتك ورغباتك, ثم تحديد أهدافك حتى لو كانت في إطار المتعة فهي تظل أهدافاً تريد تحقيقها,ثم ارسم الجدول ولو في رأسك - على أقل تقدير - واعمل حسب رغبتك وقدرتك, واقتنع بما تجني فكل ثمار ستقطفه محدود ببذلك وقدرتك!. [email protected]