إن المتأمل لحال التعليم في بلادنا يصاب بالقنوط والإحباط,نحن مستهلكون للتعليم لامصنعون له اعتاد الطلاب على أن يحفظوا ما يسمعون وما يقرؤون وفي الامتحانات يصبونه على الأوراق ثم ينجحون ويأخذون الشهادة. فلا توجد علاقة حسية بينه وبين الكتاب فتجد الطالب المسكين يضطر لحفظ هذا الحشو وهذه الزيادات لكي لا يتعثر في الاختبارات فغرس ذلك في نفوسهم نظرية التنظير وتقبلهم لها, مناهج حرفيه وحشو لاتتوازى مع النقلة الصناعية العالمية، نريد الجديد والمفيد لا التجديد المجهول الذي لايتوافق مع مخرجات التعليم مقارنة بالسابق. وعلى هذا الضوء سيكون من السهل إجابة التساؤل كم اختراع أنجز لنا هذا التعليم ؟! السعودية تحتل إحد المراكز الثلاثة الأخيرة عالميا في الرياضيات، وأحد المراكز السبعة الأخيرة في العلوم، وذلك حسب تقرير ل (ماكينزي( ماالغائب في تعليمنا؟! ومن أين التقصير من الثلاثة العناصر :المعلم أو المناهج أوالطالب؟!, المستوى التحصيلي للطلاب في انحدار ومستقبلهم مرهون بالتعليم, ولكن أين هو مكمن الخلل ؟ وهل هو مقصود ؟ أم ماذا ؟؟؟ أسئلة كثيرة تؤرقني,سياسات التعليم في الدول المتقدمة تنظر فيما يريده المجتمع من التعليم وما يتوافق مع مستقبله وطموحه لا ما يريده التعليم من المجتمع ويتوافق مع استراتيجياته وعليه يتم رسم سياسات وأهداف التعليم فمن لا يدركون غاياته وأهميته في التغيير والتطوير وتحسين الجودة هم من أضاعوه. وتستمر الغفوة ولن تفوق منها وزارة التعليم إلا بعد إن تمتلئ الشوارع بشباب عاطل، فاقد للأمل والسجون بمشردي التعليم، لن نطالب بدمج التعليم لكن نطالب بفصل القطاع العسكري عن وزارة التربية والتعليم والتلقين التقليدي.